السؤال
وفقكم الله على إتاحة السؤال لما فيه من مصالح المسلمين التي تهم عقيدتهم
س: كيف أدعو ربي خوفا وطمعا لغرض دنيوي؟
وفقكم الله على إتاحة السؤال لما فيه من مصالح المسلمين التي تهم عقيدتهم
س: كيف أدعو ربي خوفا وطمعا لغرض دنيوي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن بينا أنه لا حرج على المسلم أن يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة، وأن العبد إذا قام بالدعاء أو العمل الصالح ابتغاء وجه الله تعالى ورجاء ثوابه في الدنيا والآخرة أن ذلك أمر مشروع كما علمنا الله تعالى بقوله في محكم كتابه: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. {البقرة:201}. وانظر الفتوى رقم: 25249.
وكيفية الدعاء خوفا وطمعا أن يدعو المسلم ربه بإخلاص خوفا من غضبه وعقابه، وطمعا في مغفرته وثوابه، وتغليبا لجانب الطمع على جانب الخوف امتثالا لأمره- سبحانه وتعالى- لعباده المؤمنين حيث قال: وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ. {الأعراف:56}.
قال العلماء: فيه ترجيح للطمع وتنبيه على ما يتوسل به للإجابة.
وقد جاء في الحديث القدسي: أنا عند ظن عبدي بي. متفق عليه، وعند أحمد: إن ظن بي خيراً فله، وإن ظن شراً فله. وفي رواية: فليظن بي ما شاء.
قال القرطبي في (المفهم): قيل معنى ظن عبدي بي: ظن الإجابة عند الدعاء، وظن القبول عند التوبة، وظن المغفرة عند الاستغفار، وظن المجازاة عند فعل العبادة بشروطها، تمسكاً بصادق وعده، ويؤيده قوله في الحديث الآخر: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة".
وقال القرطبي في التفسير: أمر بأن يكون الإنسان في حالة ترقب وتخوف وتأميل لله عز وجل ، حتى يكون الرجاء والخوف للإنسان كالجناحين للطائر يحملانه في طريق استقامته، وإن انفرد أحدهما هلك الإنسان، قال الله تعالى: نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ. {الحجر:49،50}.
فيدعو الإنسان خوفاً من عقابه وطمعاً في ثوابه، قال الله تعالى: وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا. {الأنبياء: 90}.
وللمزيد من الفائدة انظري الفتاوى التالية أرقامها: 132182، 9081، 133959.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني