الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استسماح الأم بدون إخبارها بما جرى مع التوبة

السؤال

أذنبت، ومن كثرة ذنونبي نصحني بنات السوء أن أعمي بصيرة أمي عني، حتى أخرج ولا تقول لي شيئا، فنصحنني أن أشربها شايا وأخلطه ببولي، ففعلت، ولكن ندمت بعد سنة، عندما رجعت إلى الله وتبت توبة نصوحا، لم أتوقع نفسي أن أفعل هذا أو ألوم نفسي، ولا أستطيع النوم عندما أتذكرها، كيف استطعت أن أفعل هذا المنكر؟ هل ربي سيسامحني، طلبت منها السماح تكرارا وإنني أحبها، ودائما أساعدها وأرسلتها إلى العمرة لكي أكفر عن ذنبي، وأساعدها دائما، ولكني لا أستطيع أن أخبرها.
إني أستحي من نفسي، ونفسي تلومني، ولا أستطيع التركيز، وجهوني ماذا أفعل؟ هل تقبل الله توبتي وسامحني؟ أم أن هذا يبقى معي حتى الممات، ورغم أنني متزوجة، ولدي طفل إلا أن الله ابتلاني بمرض عند ولادتي، فعند إجراء تحليل الحمل اكتشفوا بأنني مصابة بمرض، وعند عودتي إلى الله وتوبتي إليه لم يتمكن مني المرض، والله رحمني برحمته وشفيت منه، إلا أنني أتعذب ونفسي تلومني ماذا أفعل؟ وأخشى على طفلي من المرض أن أكون أعديته، رغم أن الأطباء يقولون إن الطفل محمي، والآن أعيش عيشة هنية، وأصلي صلاتي في أوقاتها بعد ذهابي للعمرة مرتين، وبكيت عند قبر الرسول عليه الصلاة والسلام. ماذا أفعل بعذاب ضميري؟ هل قبل الله توبتي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما فعلت مع أمك من سقيها ما ذكرت لهو فعل غاية في القبح وإساءة الأدب والعقوق، وهو من أدل الأمور على خطورة رفقاء السوء، وكيف أن الشيطان قد يقود المسلم بفعل المعصية إلى الوقوع فيما هو أكبر منها، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ {النور:21}

وقد أحسنت بتوبتك إلى الله تعالى من ذلك واستسماحك أمك، ونرجو أن يكون هذا كافيا في صحة توبتك، فإن إخبارك إياها بحقيقة ما فعلت ليس فيه مصلحة، بل قد يكون ضررا محضا في الغالب، وقد يترتب عليه ما لا تحمد عقباه من المفاسد، فنوصيك بحسن الظن بربك، والإحسان في المستقبل، والحرص على البر بأمك، واجتهدي في محاولة نسيان ما حدث حتى لا يدخل الشيطان الأحزان على نفسك، ويوقعك في القنوط من رحمة الله تعالى، فإنه سبحانه يقول: قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ {الحجر:56}

ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم :118935.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني