الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التحدث إلى فتاة والتغزل فيها من خطوات الشيطان

السؤال

أود من خلال سؤالي هذا طلب المعونة في إصلاح مفسدة تسببت فيها بطيشي وتسرعي: فأنا فتى في الثالثة والعشرين من عمري، أعجبت بفتاة كانت تدرس في نفس المؤسسة التي كنت بها منذ ثلاث سنوات. وفي البداية كنت أريد إيجاد طريقة ما للتقرب منها، لكن سرعان ما تداركت نفسي وأصبحت أحاول تجنبها، بل بلغت درجة أن حاولت في بضع المواقف أن أبدو في صورة المهرج ـ إن صح القول ـ وذلك حتى أقطع على نفسي أي سبيل نحوها، وبعد ذلك ـ وخلال ثلاث سنوات ـ حاولت حقا نسيانها، لكن دون جدوى، فكلما ظننت أنني تمكنت من ذلك سرعان ما تعود ذكراها إلي، وغالبا في شكل حلم، فيصبح نسيانها أشق علي وأصعب، فقررت السنة الماضية الاتصال بها عن طريق موقع إلكتروني، لأنها تقطن الآن بمدينة مختلفة، حتى أستعلم على الأقل عن حالها بطريقة غير مباشرة، لكنني بدأت أستغل الفرص لمدحها في جمالها، ثم قمت بالخطوة الأخطر فأرسلت لها قصيدة قصيرة تتحدث عنها، في البداية ردت علي بكل أدب وهدوء، ثم محتني من لائحتها، بل ذهبت إلى أن محت حسابها في ذلك الموقع لما أرسلت رسالة إضافية بهدف محو توتر الموقف الذي سبّبتُه شخصيا، وإن لم يكن يلزم عليها بلوغ درجة محو حسابها، فقد زاد مع ذلك احترامي وتقديري لها، لكن يبقى مع ذلك إحساس بأنني نغّصت عليها حياتها، بل أخشى أن يبلغها ذنبي لسبب أجهله، وما أوده الآن هو فكرة عن طريقة بعد الاستغفار لإصلاح ما أفسدت حتى يطمئن قلبي، وذلك داخل نطاق الشرع، فهل أحدثها شخصيا وأعتذر لها؟ وكيف ذلك؟ وهناك صديقة لها أعرفها منذ الثانوية تقيّة ولطيفة جدا، فهل أطلب منها تبليغ اعتذاري؟ وأرجو عدم الاكتراث لصعوبة الحل، وأود ـ أيضا ـ إضافة نقطة حول موضوع الزواج إذا ما تم طرحه من طرفكم، فالأظهر أنني لن أتمكن من فعل شيء في الموضوع، أولا، لأنني ما زلت طالبا، وإن تقدمت سأعاد على الأرجح من حيث أتيت بتربيتة على الكتف، ثانيا: أنه ما زالت أمامي ثلاث سنوات على الأقل لأتم دراستي، لأنني أعدت السنة ثلاث مرات، فقد تمكنت مني هذه المشكلة، ولم أعد أستطيع منح انتباهي التام للدراسة، والشعبة التي أوجد بها تتطلب تكريس الوقت والتركيز لها، بينما هي ستنهي دراستها هذا العام ـ إن شاء الله ـ ولن يصعب علي تصديق أن الخطّاب يتقدمون لها منذ الآن، فهي حقا فائقة الجمال.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما قمت به من التحدث إلى هذه الفتاة ومدح جمالها والتغزل فيها بقصيدة ونحوها عمل محرم شرعا، والذي جرك إلى هذا إنما هو اتباع خطوات الشيطان التي يقود المرء بها إلى الفواحش، ولذا قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ. {النــور: 21}.

فتجب عليك المبادرة إلى التوبة، والتوبة الصحيحة هي التي تتوافر فيها شروط ذكرها أهل العلم، ويمكنك مطالعتها بالفتوى رقم: 5450.

والطريق إلى إصلاح ما أفسدت أن تقطع علاقتك بهذه الفتاة فورا، ولا تعد إلى الاتصال بها للاعتذار، أو غيره ولا يلزمك تجاهها حق أو اعتذار، واتصالك بصديقتها لهذا الغرض من خطوات الشيطان ـ أيضا ـ فاحذر أساليبه وخدعه، وانتبه لدراستك واشتغل بما ينفعك، وإذا كان حصل أن تعلق قلبك بها فاطلبها من وليها، وإن كان ذلك متعذرا فاقطع النظر عنها والتفكير فيها، واجمع همك وفكرك في دراستك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني