الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعاء بالاجتماع مع النبي والوالدين في الجنة

السؤال

والدي توفي وأنا أدعو الله أن يجمعني به في الجنة والبرزخ إن شاء الله، ولكن هل يجوز أن أقول أن يجمعني به وأن أراه مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عند باب الجنة ينتظران قدومي ونشرب أنا وأبي من حوض سيدنا محمد وندخل الجنة معا، وإذا هناك دعاء لجمع شملنا أرجو ذكره، وأرجو أن ندخل الجنة أنا وأبي وجميع المسلمين الجنة برحمة الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الدعاء بالرحمة للوالدين مأمور به شرعاً، ولا مانع من الدعاء بالاجتماع بهما في الجنة وفي البرزخ... ورؤيتهما بعد ذلك مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن الدعاء برؤيتهما مع النبي صلى الله عليه وسلم عند باب الجنة وما جاء بعد ذلك... لا يخفى ما فيه من التكلف في الدعاء المذموم شرعاً، فقد روى الإمام أحمد في المسند أن سعداً رضي الله عنه: سمع ابنا له يدعو: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وإستبرقها ونحوا من هذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها، فقال: لقد سألت الله خيراً كثيراً وتعوذت بالله من شر كثير، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنه سيكون قوم يعتدون في الدعاء وقرأ هذه الآية: ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ. وإن حسبك أن تقول: اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل.

ونبينا صلى الله عليه وسلم لا ينتظر دخول الأبناء مع آبائهم عند باب الجنة، فهو أول من يفتتح الجنة وأول من يدخلها كما جاء في الأحاديث الصحيحة، فقد روى الترمذي وغيره أنه صلى الله عليه وسلم قال: أنا أول من يدخل الجنة يوم القيامة... وفي رواية: أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأنا أول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع، وأول قارع باب الجنة. رواه مسلم. وعند مسلم وأصحاب السنن: فأقرع فيقول خازن الجنة: من القارع؟ فأقول: محمد رسول الله، فيقول: بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك.

ولذلك ننصح السائلة الكريمة بتقوى الله تعالى والدعاء لوالدها بالرحمة والمغفرة وأن يجمعها به في دار كرامته ومستقر رحمته مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين... ولم نقف على دعاء خاص لجمع الشمل في الآخرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني