السؤال
أريد أن أسأل عن السبعة الذين سيظلهم الله في ظله، منهم شاب نشأ في عبادة الله هل إذا لم يترب شاب تربية إسلامية صحيحة ثم التزم في سن العشرين وظل يدعو الله أن يكتبه مثل شاب منذ نعومة أظافره وهو في طاعة الله هل هذه الدعوة صحيحة وهل من الممكن أن يستجيب الله له؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قال العلماء إن معنى: نشأ في عبادة الله، نما وتربى في عبادة الله لا في معصيته، فجوزي بظل العرش لدوام حراسة نفسه عن مخالفة ربه، وظاهر الحديث أن هذه الكرامة خاصة بمن نشأ بعبادة الله، ولكن من التزم بدينه واستقام على طريقه بعد انحرافه في أول نشأته فإنه يرجى له الخير الكثير والثواب الجزيل وأن يكون ممن يبدل الله سيئاتهم حسنات، وأن يكون ممن يظلهم الله تعالى في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له كما رواه ابن ماجه وغيره مرفوعا وحسنه الألباني، وقد رأى بعض أهل العلم أن هؤلاء السبعة جمعهم معنى واحد وهو مجاهدتهم لأنفسهم ومخالفتهم لأهوائهم، فليجتهد المسلم في ذلك راجيا من الله تعالى تلك المثوبة، والعدد المذكور في الحديث لا مفهوم له، فالذين يظلهم الله في ظله لا يقتصرون على من ذكر في هذا الحديث.
قال ابن حجر في الفتح: ووقع في صحيح مسلم من حديث أبي اليسر مرفوعا: من أنظر معسرا أو وضع له أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وهاتان الخصلتان غير السبعة الماضية، فدل على أن العدد المذكور لا مفهوم له، وقد تتبعت الأحاديث الواردة في مثل ذلك فزادت على عشر خصال.
فإذا تقرر هذا علمت أنه لا مانع من دعاء المرء أن يكتبه الله تعالى مثل الذي نشأ في طاعة الله، وقد وعد الله تعالى عباده أن يستجيب دعاءهم ويغفر ذنوبهم ويبدل سيئاتهم حسنات.
وللمزيد من الفائدة انظري الفتاوى التالية أرقامها: 74934، 106840، 121673، 32562.
والله أعلم.