الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعط أمك من مالك بالقدر الذي لا تتضرر به

السؤال

الحمد الله أطيع الله بقدر إمكاني ولا يكلف الله نفسا ما لا طاقة لها به، لكن أمي ومشكلتي معها مادية جداً وتصرفاتها مستفزة وتفعل ما تريد أن تفعله من زواج وطلاق بكل سهولة إلخ، وقد طلبت مني مبلغا من المال لعمل شيء لم تحدده لي وتتخذ الحجج لكي تطلب مني أكثر فأكثر، مع أنني أدخر هذا المال لزواجي، لكنني لا أعرف أين أنفقته؟ وعندما أطالبها به تماطل، بل إنني أخذت منها مبلغا لأضحي به في عيد الأضحى بصعوبة بعد أن أنزلت علي وابلا من الشتائم والتعنيف والذم وعلى سبيل المثال: أنت لاقى تأكل - الناس بتقول علي عبيط إلخ ـ إنها تتعبني نفسيا وأحيانا يوسوس لي الشيطان أنها قد تكون عقبة في الزواج أمامي، لكنني أستعيذ بالله منها حتى لا تسيطر على رأسي، وفوجئت بدفتر توفير بريدي لأخي وأختي بمبلغ من المال شككت أنهما قد يكونان من مالي، والمزيد من التصرفات التي لا يطيقها أي إنسان مما يجعلني أشعر بضيق فى صدري وأخشى أن ينطبق علي عقوق الوالدين إذا استفزتني في أي وقت لأي سبب فوق مقدرتي؟ وشكراً على إجابتكم على فتواي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يخفى أن بر الأم من أوجب الواجبات ومن أفضل القربات، ومع ذلك فلا يلزمك أن تعطي لأمك من مالك ما لا حاجة لها به، أو ما يضرك إعطاؤه، لكن عليك أن تبرها بما تقدر عليه وتتلطف في الاعتذار لها عما لا تقدر عليه، والأولى أن تعطيها ما لا يلحقك ضرر بإعطائه ـ سواء أخذته لنفسها، أو أعطته لإخوتك ـ جاء في الفروق للقرافي: قيل لمالك: يا أبا عبد الله: لي والدة وأخت وزوجة فكلما رأت لي شيئاً قالت: أعط هذا لأختك، فإن منعتها ذلك سبتني ودعت علي ـ قال له مالك: ما أرى أن تغايظها وتخلص منها بما قدرت عليه ـ أي وتخلص من سخطها بما قدرت عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني