الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أعلم من قراءة فتاويكم أن الإنسان إذا حلف بالطلاق كاذبا طلقت زوجته منه. فما الحكم لو حلف بالطلاق موهما ؟؟مثال : رجل قال لأم زوجته علي الطلاق ابنتك سبتني. وكانت قد سبته فعلا ولكن بالمزاح وكان راضيا ..مثال آخر : رجل قال لأم زوجته ابنتك شتمتني أكثر من مرة فقالت له كذاب، فأراد أن يحلف بالطلاق ففكر في نفسه و ظهرت له صيغتان الأولى علي الطلاق شتمتني دون تشديد على التاء وهذه صادق فيها بلا تفكير ..والأخري شتمتني بتشديد التاء الأولي ( تعني سبتني أكثر من مرة متفرقات أو سبتني أكثر من مرة في مجلس واحد ) ونوى المعنى الأول وأراد أن تفهم أم زوجته المعنى الثاني ليعظم عندها ذنب ابنتها فهل وقع الطلاق ؟؟وشكرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن حلف بالطلاق مع علمه بكذبه نفذ طلاقه عند الجمهور كما سبق تفصيله في الفتوى رقم 71165.

وما ذكره السائل في المثالين هو من قبيل التورية وهي أن يكون اللفظ له معنيان : قريب وبعيد، ويقصد المتكلم المعنى البعيد، وهي تنفع في الطلاق حيث تمنع وقوعه لأن اليمين مبناها على نية الحالف.

جاء في فتح الوهاب بشرح منهج الطلاب للشيخ زكريا الأنصاري الشافعي: فلو حلف إنسان ابتداء أو حلفه غير الحاكم أو حلفه الحاكم بغير طلب أو بطلاق أو نحوه اعتبر نية الحالف ونفعته التورية. انتهى .

وقال ابن قدامة في المغني : وجملة ذلك أن مبنى اليمين على نية الحالف, فإذا نوى بيمينه ما يحتمله, انصرفت يمينه إليه , سواء كان ما نواه موافقا لظاهر اللفظ أو مخالفا له. انتهى .

وبناء على ما تقدم فلا حنث على الزوج في المثالين المذكورين في السؤال طالما أن نيته كانت إلى المعنى الذي هو صادق فيه .

وننصحه بتجنب مثل هذه الألفاظ والأيمان فإنها قد تجلب له ما لا يستطيع دفعه، ولأنها من أيمان الفساق .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني