السؤال
اسأل عن حديث الرسول عليه الصلاة والسلام: إن الله يعذب المصورين بما صوروا ـ وغيرها من الأحاديث التي ورد فيها النهي عن التصوير، فهل المقصود بالتصوير التصوير الفوتوغرافي لذوات الأرواح بالكاميرا للاحتفاظ بها للذكرى وحفظها عن استخدامها في محرم كتعليقها على الجدران وما شابه ذلك ودون أن تفضي لتعلق، أو شرك؟ وهل يدخل ضمن الحديث استخدام الرموز التعبيرية وهي صور مصغرة تعبر عن مشاعر الشخص وتختصر الكلمات بتعبير رمزي لها في برامج المحادثة؟ ونلاحظ انتشار الصور والتصوير الفوتوغرافي للأطفال، فما رأي فضيلتكم؟.
جزاكم ربي أعالي الجنان.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالتصوير الفوتوغرافي إن كان لذوات أرواح فهو محل خلاف بين أهل العلم فمنهم من قال بحرمته لدخوله في عموم التصوير، ومنهم من قال بإباحته، لأنه حبس لظل عين ما خلق الله تعالى، وطبع ذلك الظل، وليس محاكاة لما خلق الله تعالى، وبما أن المسألة محل خلاف بين أهل العلم فننصح بعدم اقتناء صور لذوات الأرواح لمجرد الذكرى، أو لغير ذلك مما لا تترتب عليه فائدة، لما في البعد عنها من الخروج من خلاف أهل العلم وذلك أقرب للورع والاحتياط في الدين، وراجع التفصيل في الفتويين رقم: 10888، ورقم: 1935.
وبخصوص الرموز التعبيرية: فهي بحسب ما هي عليه، فإن كانت صوراً مكتملة لذوات أرواح فالحكم فيها هو ما سبق، وإن اختل أحد الوصفين فإنها لا تدخل في تحريم التصوير حنيئذ، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 26392.
والله أعلم.