الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يحق للأم أن تأخذ من مال ولدها ما يجحف به

السؤال

أنا متزوجة وزوجي يفعل كل ما بوسعه لإرضاء والديه وصرف كل ما يملك عليهم حتى ولو لم يجد ما يكفينا لمعيشة البيت وهذا لا يضايقني، بل أحب ما يفعله جدا، أما ما يحزنني أن والدته لا تكف عن الطلبات ولا تشفق عليه دون إخوته الباقين ولا تطلب من أحد سواه وتشفق عليهم جميعا إلا هو وأحيانا أشعر بالضيق جدا ولكني أخاف من أن ذلك الضيق سيحاسبنى عليه الله، فماذا أفعل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا ريب أن حق الأم على ولدها عظيم وبرها والإحسان إليها من أفضل القربات إلى الله ومن أعظم أسباب رضوانه، فما يفعله زوجك من الإنفاق على أمه والسعي في إرضائها عمل صالح مبارك، لكن ننبه إلى أن النفقة الواجبة للزوجة والأولاد تقدم على نفقة الوالدين ومن بعدهم، قال ابن قدامة: ومن لم يفضل عن قوته إلا نفقة شخص وله امرأة فالنفقة لها دون الأقارب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جابر: إذا كان أحدكم فقيرا فيبدأ بنفسه، فإن كان له فضل فعلى عياله، فإن كان له فضل فعلى قرابته.

كما أن الأم لا يحق لها أن تأخذ من مال ولدها ما يجحف به، فإذا كانت أم زوجك تطلب منه مالا بغير حاجة، أو يسبب ضررا له وتضييقا عليه في معيشته فله أن يمنعها منه، لكن بدون إهانة لها، أو إغلاظ عليها في الرد فالوالدان يجب برهما على كل حال، أما الضيق الذي تشعرين به فلا تؤاخذين عليه ما دام شعورا فقط، لكن لا يجوز لك أن تصلي إلى حد منع الزوج بما يجب عليه اتجاه والدته، أو غيرها، وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 125720.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني