الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إطعام المريض إذا اشتهى الطعام

السؤال

يعيش أبو زوجي المسن معنا، وهو طريح الفراش، يقضي حاجته في الحفاضات، و يتولى زوجي رعايته وخدمته، ولكني لاحظت أنه أصبح يطعمه في اليوم مرتين فقط، علما بأن زوجي طبيب. وقد كلمته في هذا الأمر، و هو يرى أن كمية الطعام هذه كافية لمن هو في مثل حالته من عدم مغادرة الفراش وعدم القيام بأي مجهود، و يرى أن ذلك ييسر عليه خدمته ورفعه لتغيير الحفاضات والاستحمام ونحو ذلك.و لكني أخشى أن نكون بذلك نتركه جائعا خاصة أنه أحيانا يطلب الطعام قبل أن يطعمه زوجي ببعض الوقت.و السؤال: هل يتوجب علي أن أطعمه بنفسي، وأتجاهل رأي زوجي؟ أم أترك المسألة بكاملها له؟و هل آثم أنا إن كان ما أخشاه صحيحا؟أفيدونا جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا ريب أن بر زوجك بوالده وحرصه على رعايته وخدمته عمل جليل من أفضل القربات، كما أن إعانتك لزوجك على ذلك من إحسان العشرة ومكارم الأخلاق.

أما عن اكتفاء زوجك بإطعام والده مرتين في اليوم، فلا حرج في ذلك ما دام في مصلحته ولا يضره .

لكن إن كان الوالد يشتهي الطعام في وقت آخر، ولا ضرر عليه فيه، فالواجب على زوجك أن يطعمه ولو أدى ذلك لبعض المشقة.

قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: والذي ينتفعان به ولا يستضر هو بطاعتهما فيه قسمان : قسم يضرهما تركه فهذا لا يستراب في وجوب طاعتهما فيه، بل عندنا هذا يجب للجار .

وقسم ينتفعان به ولا يضره أيضا طاعتهما فيه على مقتضى كلامه، فأما ما كان يضره طاعتهما فيه لم تجب طاعتهما فيه لكن إن شق عليه ولم يضره وجب. اهـ

أما أنت فلا إثم عليك -إن شاء الله- إن تركت إطعامه حين يشتهي الطعام، فإن ذلك غير واجب عليك. قال المناوي: إذا اشتهى مريض أحدكم شيئا يأكله فليطعمه ما اشتهاه ندبا حيث لم يقطع بعظم ضرره له. فيض القدير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني