السؤال
في بلدنا في الماضي القريب كنا ممنوعين و بشكل رهيب من الدعوة (مساجد مغلقة، ممنوع التجمعات التي تفوق 3 أفراد ، مراقبة أصحاب اللحى والأخوات المحجبات...) أما الآن فقد تحررنا من كل تلك القيود فلله الحمد على ذلك كما نسأله تعالى أن يتم علينا هذه النعمة. مشايخنا الكرام ، أكتب لكم و كلي أمل في أن تفيدوننا ببعض النصائح و التوجيهات، بعض الأفكار أو البرامج الدعوية المفيدة التي من شأنها أن تفيدنا في هذا الوضع الراهن فمجتمعنا هنا يشكو قلة العلماء و الدعاة مع انتشار كبير للجهل و البدع و المنكرات؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يتم عليكم نعمته وهدايته، وأن يستعملكم في طاعته.
وأما ما سألت عنه فهو موضوع في غاية الأهمية، والاهتمام به والحرص عليه يدل على همة عالية وبصيرة نافذة. فنوصيكم بتقوى الله والاستقامة على أمره، فإن صلاح الداعي هو وسيلته الأولى لإيصال دعوته، وقبول نصيحته.
ثم نوصيكم بالحرص على تلقي العلم النافع والاستزادة منه، ولو بالقراءة وسماع الأشرطة ونحوها، إذا قلَّ أهل العلم الذين يمكن مجالستهم، فإن العلم إمام والعمل مأموم، ولا يستقيم عمل ولا دعوة إلا إذا بنيت على العلم الموروث عن الأنبياء.
ونوصيكم أيضا بالتآخي والتآزر والتعاون مع المشاركين في هذا المجال الكريم، وأن تكونوا على قلب رجل واحد، وإياكم والخلاف والتنازع فإنه مدعاة الفشل وإهدار الجهود، ولا يمكن تحقيق هذا إلا إذا التقت الأفهام على منهج أهل السنة والجماعة في أصوله وقواعده.
ونوصيكم كذلك بالاهتمام بسائر فئات الناس، رجالا ونساءً، كبارا وصغارا، والتوجه بالخطاب الدعوي لكافة المستويات الاجتماعية بقدر طاقتكم.
وأخيرا نوصيكم بتوخي الحكمة والتوازن في الخطاب الدعوي تحصيلا لأكبر قدر من المصالح الشرعية، ودرءا لأكبر قدر من المفاسد، ويمكن الاستفادة من الرسالة العلمية للدكتور سعيد القحطاني وهي بعنوان (الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى) وكذلك بحث (منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر) وهو البحث الحائز على جائزة الأمير نايف للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة.
ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 13288 ، 123303 ، 55404.
والله أعلم.