الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأخير النوم من أسباب عدم الاستيقاظ لصلاة الفجر

السؤال

تفوتني صلاة الفجر في الغالب وبعض المرات أصليها قبيل الشروق بدقائق معدودة وذلك بسبب النوم وتأخري في إزالة النجاسة والوضوء رغم أنني آخذ بأسباب الاستيقاظ من وضع منبهين، والنوم على وضوء، وقراءة الأذكار، والدعاء بأن ييسر لي اللَّـه الاستيقاظ لأداء الفجر في المسجد جماعة، إلا أنني لا أنام مبكرا فمرة نمت الساعة 2:30 والأذان يؤذن 5:30 فاستيقظت على صوت المنبه وأغلقته عازما على الاستيقاظ للاستعداد لأداء الصلاة، فغفلت عيني ولم أنتبه إلا والساعة تشير إلى 7:50 ـ وقت الشروق ـ وفي اليوم الذي بعده نمت الساعة 12:30 تقريبا واستيقظت الساعة 5:00 ودخلت الحمام وقلت سأنام إلى ما قبل الأذان بـ 5 دقائق ثم أتوضأ وأخرج إلى المسجد ووضعت المنبه ولكنني أغلقته، وغرقت في نومة لم أستيقظ منها إلا بعد وقت الشروق، والبارحة نمت الساعة 12:30 تقريبا بعد ما اتخذت أسباب الاستيقاظ المذكورة واستيقظت في الخامسة، ثم نمت واستيقظت ربما على 5:30 ثم 6:00، إلى أن استيقظت ونهضت وأنا أقول لا حول ولا قوة إلا باللَّـه بعد وقت الشروق، أحس بأن النوم ثقيل جدا جدا جدا علي، فأنا قبل نومي لدي العزيمة والإرادة التامة على أداء الفجر في وقتها جماعة في المسجد، وما أن أدخل في النوم وأستيقظ بعده تجد أن عزيمتي قلت جدا حتى إنني أرضى بأدائها في البيت في وقتها، ثم أستيقظ وتكون الجماعة قد أقيمت وربما انتهوا، وأقول مازال وقت الصلاة فيه متسع فأنام، إلى أن أنتبه ويكون الوقت قد فات، أو بقي 5 دقائق عن الشروق، أقوم وأنا أشعر بالخزي وهزيمة الشيطان لي وأتوب إلى اللَّـه، أعلم أهمية أمر الصلاة وأن تاركها كافر، وأعلم بوجوب صلاة الجماعة على الرجل، هل الأسباب التي آخذ بها كافية لرفع الإثم عني؟ أم أنني مازالت مقصرا أستحق الإثم؟ وما هي الطريقة الناجعة لهذه المصيبة الكبيرة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أخي السائل أولا أنك أبصر بنفسك وأعلم بها من غيرك، وقد قال تعالى: بَلِ الإنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ {القيامة:14}.

قال السعدي: أي شاهد ومحاسب، وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ـ فإنها معاذير لا تقبل. اهـ.

والذي نراه أن الأسباب التي تفعلها لأجل الاستيقاظ لصلاة الفجر ليست كافية، لأنك تنام متأخرا ولا شك أن هذا من أسباب عدم استيقاظك وقد ورد النهي عن السمر بعد العشاء، كما بيناه في الفتوى رقم: 98803.

قال الحافظ مبينا علة النهي: وَالسَّمَر بَعْدَهَا قَدْ يُؤَدِّي إِلَى النَّوْم عَنْ الصُّبْح. اهـ.

وكونك أيضا تعود للنوم بعد أن تستيقظ وقد دخل وقت الصلاة هو من التفريط الذي تأثم به إن كنت تعلم أنك لن تستيقظ في الوقت، وانظر الفتويين رقم: 121221ورقم: 31587

وأما الطريقة الناجعة للاستيقاظ لصلاة الفجر فانظر لها الفتويين رقم: 23701ورقم: 24613

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني