الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تريد أن تقوم بخدمة أبيها لكنه يرفض فماذا تفعل

السؤال

عمري 24 سنة وأبي لم يصرف علينا بعد السنتين الأوليين من ولادتي وكذلك وعدني أن يصرف علي عندما ذهبت إلى الجامعة في خارج البلد، ولكنه رفض أن يواصل بعد ثمانية أشهر الأولى وكذلك قال لي يا سافلة لست ابنتي إنما أنت بنت حرامية وما إلى ذلك وأختي هي التي واصلت وصرفت علي والآن تخرجت ولكنه جاء من السعودية وهو مريض وأريد أن أساعده وهو يرفض مني حتى أن أطبخ له ويفضل علي الخادمات، فما الحل؟ وهل فيه مشكلة إذا سكنت معه إلى أن يرضى عني أو يطلب مني، لأنني راضية أن أكون تحت خدمته؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يخفى أنّ حق الوالدين عظيم وبرّهما من أعظم أسباب رضا الله كما أن عقوقههما من أكبر الكبائر، ومهما كان حال الوالد، أو تقصيره في حق أولاده، فإن حقه في البر لا يسقط، فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين الذين يأمران ولدهما بالشرك، وانظري الفتوى رقم: 103139.

فإذا كنت حريصة على بر والدك والقيام برعايته وكان رافضا قيامك برعايته وخدمته فلا حرج عليك ـ إن شاء الله ـ لكن عليك مداومة صلته بما تقدرين عليه، واعلمي أنّ مقابلة السيئة بالحسنة مما يجلب المودة ويقي شر نزغات الشيطان، قال تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}).

فإذا كان ذلك مع بعض الأعداء، فكيف بالوالدين اللذين هما أرحم الناس بولدهما؟.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني