الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ألفاظ الشعر قد تحتمل وجوها من المعاني

السؤال

الأخوة القائمين على هذا الموقع أود أن أطرح عليكم قضية مهمة جدا، حيث يوجد شخص يدعي أنه شاعر يدعى هشام الجخ، شارك في مسابقات شعرية عربية، وكتب في إحدى قصائده التي كانت بعنوان : آخر ما حرف في التوراة، حيث وصف فلسطين بالزانية، ووصف الشعب الفلسطيني والعربي بالديوث، وكذلك وجه دعوة للانحلال عندما قال : لَا جُرْمَ عَلَيْكِ فِلَسْطِيْنُ .. لَا جَرَمَ عَلَىَ امْرَأَةٍ تَزْنِيَ مَا دَامَ الْزَّوْجُ الْأَصْلُ دَيُوثْ، وكذلك استهزأ بالعبادات الدينية الإسلامية عندما قال : السادةُ العربُ الموقرُ جمعُهم الأمة العربيةُ (عروسٌ) أنتم لم تصونوها عروسْ، هجََّ الجرادُ إليها .. فهربتم .. واختبأتم في المساجدِ والكنائسِ، قاتلتموهم بالصلاةِ .. وبالبخورِ .. وبالدعاءِ رُكَّعا وجُلُوسْ .. عجبا لِهَا تلكَ الطقوسْ.
أود من سماحتكم تعليق عن هذا الموضوع للأهمية.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم نقرأ أشعار الشاعر المذكور حتى نستطيع الحكم عليه وعلى قصائده بدقة، فإن الكلام ـ خاصة في الشعر ـ حمَّال وجوه، ولذا سيقتصر تعليقنا على الأسطر التي نقلها السائل.

فنقول: لا شك أن في هذه العبارات تجاوزا وتقصيرا في التعبير، ولكن لا يمكن القطع بأن قائلها يريد بذلك ذم فلسطين نفسها، والاستهزاء بالعبادات والشعائر الإسلامية، فإن هذا كفر مخرج من الملة والعياذ بالله، فقد يكون مراده ذم العرب الذين ضيعوا فلسطين أو تسببوا في ذلك بتخاذلهم واستخزائهم واكتفائهم بالذهاب للمساجد أو الكنائس للصلاة والدعاء، وانشغالهم بالخرافات من البخور ونحوه.

وقد كان الواجب عليهم إعداد العدة والجهاد والقتال في سبيل الحفاظ على مقدساتهم، ثم استردادها إن ضاعت منهم.

ولا نقول ذلك دفاعا أو تمريرا للألفاظ الفجة التي نقلها السائل عن هذا الشاعر، بل نقوله لأن القطع بكون الشاعر يستهزئ بشعائر الدين يترتب عليه الحكم بوقوعه في الكفر، وذلك أمر خطير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني