الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أدرس في جامعة مختلطة، وقد قرأت في أحد المواقع الإسلامية أنه يجب علي التركيز في دراستي حتى أخرج من الجامعة في أسرع وقت ممكن أرغب في إعادة السنة الدراسية للعمل ولجمع المال، وإعادتي للسنة ستعرضني لمزيد من الاختلاط، فهل إذا فعلت ذلك سيكون ذلك حرام من ناحية تعرضي لمزيد من الاختلاط؟ وهل في ذلك عقوق للوالدين؟ مع العلم بأن والدي مريض منذ مدة؟ وهل سأكون بذلك قدوة سيئة لإخوتي؟ وهل أعطي اعتبارا لما يمكن أن يصدر من الناس بسبب ذلك في حالة مواصلة الدراسة؟ أريد تخصيص بعض الوقت في اليوم للعمل عندما أكون داخل غرفتي المغلقة وأنا لا أرغب أن أخبر والدي أنني أعمل، فهل إن فعلت ذلك أكون عاقا لوالدي باعتبار أنهما قد يعتقدان بأني أدرس في الوقت الذي أعمل فيه؟ حبذا لو تقترحون علي حلا حتى أعمل وأدرس في نفس الوقت دون أن أخبر والدي بذلك وفي ظرف التأخير الحاصل لدي والذي ما انفك يشعرني بالقيد، مع العلم أنني أمضي اليوم كاملا في الجامعة لا أتعشى ولا أصلي إلا التاسعة مساء ولا أستطيع السهر كثيرا ولا أستطيع الاستيقاظ لصلاة الصبح، وهل إذا تركت الدراسة بعض الوقت كبعض الساعات في اليوم يكون ذلك حراما؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز لك تعمد الرسوب لإعادة السنة الدراسية لما يترتب على ذلك من المفاسد الكثيرة ومنها إضاعة المال، وذلك لأن الدولة إنما تخصص أماكن الدراسة للطلاب وتنفق عليهم وتوفر لهم الكتب والمدرسين بغرض إتمام الدراسة في الوقت المحدد، فتعمد الرسوب فيه شغل لهذا المكان بدون وجه حق وفيه إهدار للمال وهذا غير جائز، إضافة لما يترتب على ذلك من بعض المفاسد الأخرى كبقائك في أماكن الفتن والمنكرات بغير حاجة وإدخال الحزن والغم على والديك وتعريض عرضك للقدح والتجريح ونسبتك من قبل الناس إلى التفريط والإهمال، وكل هذه مفاسد تدخل هذا الفعل في حيز الحظر والمنع، وإذا ثبت عدم جواز هذا الفعل فلسنا إذن بحاجة إلى الاستطراد في الإجابة على الأسئلة المرتبة على فعله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني