الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من قال لابنه أمك طالق مني إذا سببتها فقام بسبها

السؤال

شاب كان يسب أمه كثير ا، فزهق الأب وفي إحدى المشادات بينهما، وكان الأب يضرب ابنه قال للابن أمك طالق مني إذا سببتها، وبعد أيام سب الولد أمه. فهل يقع الطلاق؟ والرجل على المذهب الحنفي وزوجته شافعية.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فننبه أولا على خطورة ما يمارسه الابن المذكور من سب أمه؛ لأن ذلك معصية شنيعة وكبيرة من كبائر الذنوب، والواجب عليه المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى والمسارعة إلى إرضاء أمه وبرها قبل أن يفجأه الموت وهو مقيم على هذه المعصية الشنيعة. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 19857.

ثم إن كان الولد قد سب أمه ـ بعد تعليق الطلاق ـ على الوجه الذي قصده أبوه فقد وقع الطلاق عند الجمهور ـ بمن فيهم المذاهب الأربعة وهو القول الراجح.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية بلزوم كفارة يمين إن كان الأب لا يقصد الطلاق كأن قصد الزجر أو التهديد مثلا وراجعي الفتوى رقم: 19162.

وعلى القول بوقوع الطلاق وهو الراجح فله مراجعتها قبل تمام عدتها إن لم يكن هذا الطلاق مكملا للثلاث وما تحصل به الرجعة سبق بيانه في الفتوى رقم: 30719.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني