الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يمين الطلاق مرجعه لنية الحالف

السؤال

أنا رجل متزوج منذ سنتين والحمد لله أحب زوجتي وأنجبت منها، ولكي لا أطول عليكم: كنت جالسا مع زوجتي وقالت لي سآتي معك غدا وأنت مسافر فقلت لها ما يمكن، لأن زميلي في العمل سيأتي معي ـ وهو الذي أخبرني أنه سيأتي معي ـ فاستفزتني إلى أن قلت لها: علي الطلاق هو جاي معي ـ أي أقصد أنه هو الذي قال لي، ولكنني لا أعرف كيف قلت ذلك، وللأسف كلمني في الصباح واعتذر ولم يأت، فما الحكم في ذلك؟ مع العلم أنني لم أقصد حلفا بالطلاق وأقصد أنه هو الذي قال لي أنه سيأتي معي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجمهور العلماء ـ وهو المفتى به عندنا ـ على أن الحلف بالطلاق يقع به الطلاق إذا حصل الحنث عند وقوع المحلوف عليه، خلافا لشيخ الإسلام ابن تيمية الذي يرى أنّ حكم الحلف بالطلاق الذي لا يقصد به تعليق الطلاق وإنما يراد به التهديد، أو التأكيد على أمر، حكم اليمين بالله، فإذا وقع المحلوف عليه، لزم الحالف كفارة يمين ولا يقع به طلاق، وانظر الفتوى رقم: 11592.

لكن ما دمت قد حلفت على أن زميلك سيأتي معك قاصدا بذلك أنه وعدك بالمجيء معك، فلا طلاق على زوجتك بذلك، فإن المرجع في اليمين إلى نية الحالف، قال ابن قدامة صاحب الشرح الكبير: ويرجع في الأيمان إلى النية فان لم تكن له نية رجع إلى سبب اليمين وما هيجها.

وننبهك إلى أن الحلف بالطلاق غير مشروع وقد ذهب بعض العلماء إلى تحريمه وبعضهم إلى كراهته، وانظر الفتوى رقم: 138777.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني