الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعاء على الأب بالهلاك من العقوق وإن أساء إلى ولده

السؤال

أنا فتاة غير متزوجة ولدي أخوات أكبر مني وأخ، وأبي مدمن مخدرات من صغره ومدمن خمر، ومنذ أن وعيت على الدنيا وأبي يضربني وأخواتي وأمي إلى أن كبرنا، وفي الآونة الأخيرة زاد أبي في ظلمه وضيع إخوتي الشباب لا صلاة وتدخين وسهر وأخذ يتكلم في سمعتي وسمعة أخواتي أمام الجميع ويتهمنا بأشياء لا أستطيع ذكرها من قباحتها مع أننا والله نحن البنات ملتزمات رغم محاولات أبي تضييعنا والأمر من ذلك طرد أمي إلى أهلها، وأحد أعمامي نصحه كثيرا، وإخواني حاولوا معه بالطيب والتهديد والشرطة، لكن لا حياة لمن تنادي وبعدها قالوا هذا أبوكم اصبروا عليه وحاولنا علاجه لكنه لايريد، ومازاد الأمور سوءا أن أخواتي كبرن وكلما تقدم أحد لخطبتهن يثور ويتهمنا في شرفنا ويرفض بدون سبب، لأن لديه أفكارا مريضة في رأسه والله العظيم أدعوا عليه في كل وقت بالموت، لأنه فضحنا في كل مكان وعذبنا وكرهنا ورغما عنا لا نستطيع أن ندعو له بالخير، فهل علي ذنب بسب دعائي عليه؟ أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان أبوك على الحال الذي ذكرت من تركه للصلاة وإدمانه المخدرات وإساءته إليكم وإلى أمكم فقد أساء إساءة بليغة وفرط في حق ربه وفي حق أهله وهو مسئول عن ذلك أمام الله تعالى، وراجعي الفتويين رقم: 1145ورقم: 1994.

ومع هذا، فإننا نوصي بالصبر عليه والدعاء له بالتوبة والهداية، فهذا من أعظم البر به والإحسان إليه لا الدعاء عليه بالهلاك، فهذا من العقوق له، والعقوق كبيرة من كبائر الذنوب، ومهما أساء الأب في حق أبنائه لا يجوز لهم الإساءة إليه، كما سبق أن بينا في فتاوى كثيرة نحيلك منها على الفتويين رقم: 27848ورقم: 55794.

ورده الخطاب عن أخواتك ـ إن ثبت عنه ـ ولم يكن له ما يسوغه شرعا، فهو مصيبة أخرى وظلم منه لبناته وعضل لهن عن النكاح، ومن حق الفتاة في هذه الحالة أن ترفع أمرها إلى القاضي الشرعي لينظر في الأمر فإن ثبت عنده العضل أمر الولي الأبعد بتزويجها، أو تولى تزويجها بنفسه، وانظري الفتوى رقم: 52230. ولكن قبل رفع الأمر إلى القاضي ينبغي محاولة إقناعه والتوسط إليه بأهل الفضل والخير.

وننبه إلى أن اتهام المسلم في عرضه وشرفه أمر خطير، وحصول مثل ذلك من الأب في حق بناته أشد إثما وأعظم خطرا، وراجعي الفتوى رقم: 18354.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني