السؤال
في البداية أشكرك فضيلة الشيخ على إتاحة هذه الفرصة بالاستفسار عما يحيرنا من أمور دنيانا لمحاولة التمسك بالحق وعدم الانحراف عن صراط الله المستقيم. وبالنسبة لسؤالي فإنني والله أكتب وقلبي يعتصر من الألم، ودموعي لا تجف، وفي صدري نار لا تهدأ، فأرجو من فضيلتكم تحملي إذا جاء سؤالي طويلا، أو كان كلامي غير مرتب، فأنا لا أدري كيف أكتب، ولا أستطيع تجميع أفكاري.
منذ 5 سنوات تعرفت على شاب في الجامعة بالصدفة، فلست من البنات اللاتي يصادقن الشباب أو يتعرفن إليهم، ولو حتى كزملاء أو في إطار الدراسة، ولكنه كان القدر، وفي السنوات الخمس كانت العلاقة محدودة، وأعلم وكان يعلم رحمه الله أنها خطأ، ولكن كنا نحاول قدر استطاعتنا أن نتقي الله ونبتعد عن الحرام، ولكن كنت أقابله أحيانا في الجامعة، أو نتحدث على الهاتف، ووالله بشهادة جميع من يعرفه أنه كان على خلق، وكان متدينا، كثير العمل الصالح والإحسان، كان بشوشا ومعاملته طيبة مع جميع الناس دائما، وبرا بوالديه وأهله، يصلي في المسجد، ويقرأ القرآن، حتى بعد انتهى من الدراسة وعمل مهندسا في إحدى الشركات كان مميزا في عمله، معروفا بالإخلاص ومحبوبا من رؤسائه ومرؤوسيه وأصدقائه وزملائه، حتى أنه من كان ينظر فقط إليه يحبه، ويرى رضا الله في وجهه. ووالله هذا بشهادة جميع من عرفه أو تعامل معه، أو حتى رآه في يوم.
تمت خطبتنا منذ 7 أشهر، وفي هذه الفترة وصل إلى مكانة كبيرة جدا في قلوب والدي وإخوتي وجميع أقاربي ومعارفي لحسن أخلاقه، والتزامه بدينه ومعاملته الطيبة وشخصيته البشوشة المتفائلة، ومنذ أسبوعين في طريق عودته من عمله صدمته سيارة وتوفاه الله بعد يوم قضاه في العناية المركزة، توفي ليلة الجمعة ودفن بعد صلاة الجمعة، وكانت جنازته من أكبر الجنازات في المنطقة. اعذرني فضيلة الشيخ، ولكن أود الاستفسار عن أكثر من نقطة تحيرني، أو بالأحرى تقتلني بعد أن توفي خطيبي والحمد لله زاد قربي من الله، وأتوب في اليوم مئة مرة عما فات من أخطائي، وأسال الله أن يغفر لي ولخطيبي ذنوبنا ويرحمنا، ولكن إحساسي بالذنب فعلا يقتلني، أريد أن أطمئن عليه، وأن الله سيغفر له، فقد كان صالحا شديد البر بوالديه وأهله، لا أعرف ما يمكنني فعله ليصل إليه الثواب، كيف أصله بعد أن مات، وكيف أستغفر له الله، ما الأعمال التي يمكنني القيام بها ليغفر الله له؟ وما الصدقات الجارية التي يمكنني أن أهبها له.
والنقطة الثانية: وأكرر أسفي عن الإطالة، ولكن والله والله إني في أمس الحاجة لسماع رد فضيلتك على استفساراتي، هي هل علي التخلص من الهدايا التي أعطاها لي قبل خطبتنا؟ مثلا خاتم أو عقد وهي أشياء رمزية ليست ثمينة، هل يأثم إذا استخدمتها؟ ورسائل الجوال التي كان يرسلها لي قبل الخطبة أو بعدها إذا احتوت على بعض كلمات الحب أو ما شابه يأثم إذا قرأتها؟ وكان يكتب لي رسائل ورقية في بعض المناسبات هل يأثم أيضا في كل مرة أقرؤها فيها؟ وهل يأثم في كل مرة أنظر فيها إلى صوره الموجودة لدي؟ وما الذي يمكنني عمله ليجمعني الله به ويجعله زوجي في الجنة؟ وشكرا جزيلا.