الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رغبة الوالدين باختيار ابنهما لمنزل بجوارهما ورفض الابن

السؤال

أستفسر عن موضوع يقلق صاحبي كثيرا ، صاحبي يبلغ من العمر 28 سنة، وهو الآن يستعد للزواج، ويريد السكن في حي يعجبه، ولكن والداه رفضا، ويقولان له نريدك أن تسكن بجوارنا، وإلا فلن نرضى عنك، مع أن والديه لديهما من يقوم برعايتهما مع أنهما لا يحتاجان إلى رعاية أصلا، فصاحبي رفض طلبهما، وقال من حقي أن أختار السكن الذي يعجبني وبالفعل اشترى السكن الذي يعجبه ، وأبوه وأمه غاضبان عليه ، سؤالي هل الذي فعله صاحبي يسمى عقوقا ؟ أم من حقه أن يختار السكن الذي يريد ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه،أما بعد:

فمن أعظم القربات إلى الله تعالى بر الوالدين والسعي فيما يكسب رضاهما ويجنب سخطهما، وهذا أمر ينبغي للابن الاجتهاد في تحقيقه ما أمكنه ذلك. وراجع الفتوى رقم: 58735. وطاعة الوالدين في المعروف واجبة، فيجب على الولد طاعتهما فيما فيه مصلحة لهما ولا يلحقه منه ضرر. فإذا كان حاله كذلك فيما يتعلق بأمر هذا السكن، فقد كان الواجب عليه طاعتهما، ومن المعلوم تعلق قلب الوالدين بالولد وشفقتهما عليه وحب قربه منهما. فإذ لم يفعل فالواجب عليه التوبة، وعليه أن يجتهد في إرضائهما كما أسخطهما. وانظر الفتوى رقم: 107035.

وأما إن كان قد تيقن ضررا أو ظنه ظنا غالبا فدفعه ذلك إلى اختيار السكن بعيدا عنهما فلا حرج عليه فيما فعل، وينبغي أن يرضيهما على كل حال. وراجع الفتوى رقم: 76303وهي عن ضوابط طاعة الوالدين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني