الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تلزم طاعة الأم إن عارضت زواج ابنها دون مسوغ

السؤال

فضيلة الشيخ الفقيه: أنا شاب أبلغ من العمر 25 سنة وأعمل مع المجتمع الذي يحيط بي منذ بلوغ 13 سنة أي شيء أشتريه أبيعه بأرباح، وتصليح الدراجات وعامل بناء، وعند خروجي من الدراسة من السنة 9 أساسي درست في تكوين صيانة الأنظمة المعلوماتية، وبعد دبلوم الفرماتيك عامل في المؤسسات التربوية إلى يومنا هذا، عندي مبلغ مالي فكرت في الزواج فتقدمت للخطبة، قبلوني وتصادقت مع أبيها أولا قبلني وقال لي أعرف الوضع في منزلكم وأحوالك انت بالذات، وأن أحوالي في البيت أمي تكرهني كرها شديدا منذ كان عمري 12 سنة وتعاكس عليه إخوتي الاثنين أكبر مني واحد بعامين والآخر بأربع سنوات وغير متزوجين إلى يومنا هذا، وقالوا لن نتزوج إلا عندما يكون عندنا مسكن وعمل أجره رفيع، فأنكرتني أمي ما يقارب 10 سنوات وأنا أنسى وأتحمل، وأحياننا أسكت وأقول لأبي ما فعلت بي، فلا يصلح الأوضاع ويحتقرني أني لا أدخن ولا أترك الصلاة منذ بلغ عمري 14 سنة، الصلاة في أوقاتها، ولا عندي مشاكل مع الاصدقاء ولا الجيران فهم يحبونني كثيرا، وحتى الذين أعمل معهم يحبونني ويعرفون الوضع في البيت ومع امي وإخوتي، فيقولون اقعد معنا وبت معنا لا يخصك شيء، قلت لهم هل تحلو الحياة بدون أمي وأبي وإخوتي وأنا أعرف أنهم على قيد الحياة، قلت لهم لوكنت أملك نصف الدنيا أعطيها لأمي لترضى عني وتحبني وبعدها أموت وأنا مطمئن عوضا أن أمي كانت تحبني في الصغر أكثر ابن لها من أخوي الأكبر مني والأصغر مني، وتحبني لأني فكاهي دائم البسمة في وجه من في البيت أو في الشارع، وأني أبيض البشرة وجميل الشعر والوجه، وتصرفاتي لطيفة جدا وعقلي يعمل دائما للمستقبل، أبي كان دائما يحملني معه لأصدقائه أو للعمل وأمي تقول له اتركه في البيت، عندك ثلاثة في البيت وهذا واحد لي يتجول معي.
سوالي: لقد تقدمت لخطبة البنت التي أعجبتني وهي جارتي بين بيتنا وبيتها 20 مترا، وأمي لا تقول لي لا أقبل بل قالت لي لا أذهب معك إلى الخطبة، لا تدخلني في مشروع زواجك، فقمت وحدي وشاورت أبي وذهب معي وقدمت ما أملك من هدية وعرف من عقلي، وقبلوننا وقالوا لا مشكلة في أن لا تحضر أمك، أبوك هو الكل وأنت التمام، وقبول البنت لك أصح، فقبلت البنت وأبوها وأمها، وقلت لهم الزواج يكون بعد رمضان المقبل إن شاء الله عام 2011 أما المسكن عند أبي مسكنان الأول أسكن فيه منذ عام 1980 إلى يومنا هذا والثاني عنده منذ 1999 وهو فارغ إلى يومنا هذا، علما أنهم منذ عام 2007 سيتحولون إليه ولم يذهبوا. والمسكن الأول قديم ومهدهد راشي من الماء، فأعطاني أبي المنزل الثاني، قلت له لا أسكن فيه اعطني الأول أو سأكتري مسكنا، فقبضت مسكن على أبي البنت التي سأتزوج بها، قال لي لا احكم عليك الدراهم أعطيك المسكن حتى تملك مسكنا، وأمك لا تملك مسكنا أبقى فيه فإن البقاء لله سبحانه وتعالى، وأنه عنده 4 مساكن جعلهم للكراء منذ 1995 . أريد منكم استمرار هذا الزواج. الحل مشكلة بيتي مقبولة عند الله وبارك الله فيكم وأسأل الله أن يجمعنا معكم مع النبيين والأنبياء والرسول صلي الله عليه وسلم في جنات النعيم. وشكرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

ففي سؤالك بعض الكلام غير الواضح، كما أنه لم يتضح لنا ما تسأل عنه على وجه التحديد، ولذا سنجيبك حسبما فهمنا من كلامك، وإذا وجد نقص في الجواب فيمكنك أن تكتب لنا بخصوصه.

فنقول أولا - مستعينين بالله تعالى - إن الأصل في الأم عطفها على ابنها وشفقتها عليه وحرصها على مصلحته، فما ذكرته عن أمك من قسوتها في تعاملها معك وتحريضها أخويك ضدك - إن ثبت - فلا شك في أنه أمر غريب ومخالف لهذا الأصل. وقد أصبت طريق الرشاد حين قررت العزم على برها على كل حال، فإن حق الوالدين في البر يظل قائما ولو حدثت منهما إساءة لابنهما. وراجع الفتوى رقم: 3459. فنوصيك بأن تلتمس سبب هذا الجفاء من أمك تجاهك وتعمل على إزالته وأن تكثر من دعاء الله تعالى أن يوفقك إلى كسب رضاها.

وأما معارضتها زواجك من هذه الفتاة، إن لم يكن لها ما يسوغه، فلا تلزمك طاعتها فيه، لأن طاعة الوالدين لا تجب بإطلاق، وإنما هي مقيدة بقيود كما بينا بالفتوى رقم: 76303. ومهما أمكنك إقناعها بالموافقة على زواجك من هذه الفتاة فهو أولى.

والمسكن حق من حقوق الزوجة فإذا وفر الزوج لها هذا المسكن فقد أدى الذي عليه سواء كان عن طريق الشراء أو الكراء أو الإعارة او غير ذلك.

وننبه إلى أنه لا حرج في أن يوثر الوالد أحد أولاده بالإسكان لحاجته إليه.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني