الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بر وصلة الأم فاقدة الذاكرة

السؤال

لي أم طاعنة في السن بلغت من العمر ثمانين غير أنها فقدت ذاكرتها ولم تعد تعرف أبناءها ولا غيرهم وهي تعيش عند أختي الصغرى، فهل ما زال يجب علي زيارتها؟ مع أنني عندما أزورها لا تعرفني ولا تكلمني وإن كلمتها لا تجيب بما يعقل، أرجو أن توسعوا الشرح في الحكمة من وجوب زيارة الأقارب وأثرها على المزور وعلى الزائر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعـد:

فقد أوجب الله تعالى صلة الرحم وتوعد بالوعيد الشديد على قطعها، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 31617

ومن أعظم الرحم التي تجب صلتها وآكدها الوالدان، بل والأم خاصة ، لما لها من عظيم الحق على ولدها، قال العيني في عمدة القارئ: وبر الوالدين من أعظم صلة الرحم.

والصلة لها أساليبها المختلفة، كما سبق وأن بينا بالفتوى رقم: 7683.

ولكن لا يجوز لمن كان قادرا على تحقيق الصلة بالزيارة أن يكتفي بغيرها، وكلما تقدمت بالوالدين السن وكانا في حالة ضعف تأكد أمر صلتهما وبرهما، وفقدان الذاكرة ليس بمسوغ شرعا لترك الصلة بالزيارة، وسبق أن بينا ذلك بالفتوى رقم: 46297.

وإذا كان من البر بالوالدين بعد موتهما صلة أهل ودهما فما بالك بصلتهما في حياتهما؟ وإذا لم يكن الأب، أو الأم في حالة يستحضر فيها كون هذا ولده، أليس للولد حاجة في أن يطمئن هو على أبيه، أو أمه ويراه ويتقرب إلى الله تعالى بزيارته ورؤيته له، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 54917.

ومن أهم ما يمكن أن نقوله في حكمة وجوب صلة الأقارب بالزيارة عند إمكانها تحقيق طاعة الله والاستجابة لما أمر به من صلة الأرحام، والحذر من أليم عقابه بقطعها، وهنالك فوائد أخر لصلة الأرحام ضمناها الفتوى رقم: 45476، فراجعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني