الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الانتفاع براتب التقاعد من البنك الربوي

السؤال

لدي صديقة مقربة ذات أخلاق عالية، أمها كانت تعمل محاسبة في بنك كأي بنك يتعامل بالربا، والآن تقاعدت. فما حكم الراتب الآن ( المعاش ) .. أهو محرم ؟؟!!
وكان من المفروض أن يتقدم لخطبتها شاب تقي خلوق ولكن عندما علِم والده بأمر عمل والدتها رفض أن يتقدم ولده لخطبتها ليس رفضاً للفتاة ولكن حتى لا يأكل ولده من مال حرام عندما يذهب لزيارة أهلها، ولقد قال له إنه إذا أبى إلا أن يتزوجها فإنهم لن يقبلوا أي دعوة من أهل العروس حتى ولو كانت للغذاء مثلاً؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا في أكثر من فتوى أن العمل في البنك الربوي حرام لا يجوز، والراتب المستفاد منه حرام، وكذلك راتب التقاعد حكمه الحرمة كحكم أصله؛ لأنه أثر للعقد المحرم، وهو العمل في البنك، ولذلك فإن على أم صديقتك أن تصرف ما تأخذه من البنك على الفقراء والمساكين وفي مصالح المسلمين العامة، ولا يجوز لها أن تنتفع به في خاصة نفسها؛ إلا إذا كانت فقيرة فإنها تأخذ منه بقدر الحاجة. وانظري الفتوى: 36598 وما أحيل عليه فيها. ولا داعي لمنع هذا الشاب من الزواج من هذه البنت -وخاصة إذا كانت ذات دين وخلق- لمجرد أن أمها كانت تعمل في البنك الربوي.

وأما الأكل عند أم صديقتك فإن كان مالها مختلطا -فيه الحلال والحرام- فلا حرج فيه؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه يهودي إلى طعام فأجابه صلوات الله وسلامه عليه وأكل عنده. رواه الإمام أحمد في مسنده. مع علمه صلى الله عليه وسلم أن اليهود يتعاملون بالربا.. ولا يتجنبون الحرام غالباً.

أما إن كان مالها كله حراما فيحرم الأكل منه، وإن كان أكثره حراما فيكره الأكل منه ولا يحرم. وانظري أقوال أهل العلم في حكم الأكل من طعام إنسان كل ماله أو معظمه من كسب حرام، في الفتوى رقم: 6880.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني