السؤال
ما حكم الأم التي لا تصرف على ابنتها وتعاملها بأسلوب استفزازي كل الوقت وكل السنوات ومع ذلك أعتمد على نفسي ولا أطالب بأي شيء فقط أريد السلام والهدوء ولا أزني ولا أعمل أي معصية سوى أنني أغضب وأنجر بالصراخ في بعض الأحيان، مع العلم أنها تعلم أنني آخد حبوبا مهدئة، لأن عندي عصبية زائدة؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت هذه البنت تملك ما تنفق به على نفسها لم يلزم أمها أن تنفق عليها، والذي ننصح به هذه البنت أن تتقي الله تعالى في أمها وأن تعلم أن حق الأم عظيم وأن رضا الرب تعالى في رضاها وسخطه في سخطها، وقد جعل الله تعالى حق الوالدين تاليا لحقه تعالى فقال: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا { النساء:36}.
وتكاثرت نصوص الكتاب والسنة آمرة ببر الوالدين وخاصة الأم وناهية عن عقوقهما ومبينة أن العقوق من كبائر الذنوب، فلتحذر تلك البنت من أن تسخط أمها أو تتعرض لعقوقها، بل عليها أن تحتمل ما قد يصدر منها من تصرفات ربما تضايقها وأن تحتسب ذلك عند الله تعالى، ولتناصح أمها بلين ورفق ولتبين لها أنها لا تحب أن تصرخ في وجهها وأنه ينبغي لها ألا تضطرها لذلك، وإذا وقع شيء من ذلك وكانت مغلوبة عليه فإنها لا تأثم ـ إن شاء الله ـ لكن عليها أن تجاهد نفسها لترك ذلك ولتحسن إلى أمها ما استطاعت ولتجتهد في الاستغفار لما عسى أن يكون قد بدر منها من تجاوز للشرع في معاملة أمها.
والله أعلم.