السؤال
1ـ كيف تطبق علاقة الولاء والبراء مع الزوجة النصرانية؟ علما بأن العلماء قد فسروا قوله تعالى: أن تبروهم وتقسطوا إليهم ـ وقد فرق العلماء بشدة بين الود والمودة وبين البر، ومنهم الشيخ الحويني.
2ـ صلاة اليل: قال محمد حسان إن أحد الصحابة قد بات عند الرسول صلى الله عليه وسلم فقرأ في ركعة البقرة والنساء وآل عمران، فهل يجوز أن أصلي ركعتين فقط مع إطالة القراءة ـ وهو الأقرب لنفسي ـ أم الأفضل الصلاة؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالكافر يبغض لما هو عليه من الدين الباطل، ولكن قد يحب من جهة أخرى كمحبة الولد لوالده أو الزوج لزوجته، يقول الشيخ البراك: ولا تلازم بين المحبتين بمعنى: أن المحبة الطبيعية قد تكون مع بغض ديني كمحبة الوالدين المشركين فإنه يجب بغضهما في الله، ولا ينافي ذلك محبتهما بمقتضى الطبيعة، فإن الإنسان مجبول على حب والديه وقريبه، كما كان النبي يحب عمه لقرابته مع كفره، قال الله تعالى: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء {56}سورة القصص، ومن هذا الجنس محبة الزوجة الكتابية، فإنه يجب بغضها لكفرها بغضا دينيا، ولا يمنع ذلك من محبتها المحبة التي تكون بين الرجل وزوجه، فتكون محبوبة من وجه، ومبغوضة من وجه، وهذا كثير، فقد تجتمع الكراهة الطبيعية مع المحبة الدينية كما في الجهاد فإنه مكروه بمقتضى الطبع، ومحبوب لأمر الله به، ولما يفضي إليه من العواقب الحميدة في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ { 216} سورة البقرة. انتهى.
قال العدوي المالكي في حاشيته: قَوْلُهُ: وَنَتْرُكُ مَنْ يَكْفُرُك ـ أَيْ: نَطْرَحُ مَوَدَّةَ الْعَابِدِ لِغَيْرِك، وَلا نُحِبُّ دِينَهُ وَلا نَمِيلُ إلَيْهِ، وَلا يُعْتَرَضُ هَذَا بِإِبَاحَةِ نِكَاحِ الْكِتَابِيَّةِ، لأَنَّ فِي تَزَوُّجِهَا مَيْلًا لَهَا، لأَنَّ النِّكَاحَ مِنْ بَابِ الْمُعَامَلَةِ وَالْمُرَادُ هُوَ بُغْضُ الدِّينِ. اهـ .
ولمزيد الفائدة راجع الفتويين رقم: 35580، ورقم: 149369.
وفيما يتعلق بالشق الثاني من السؤال: فإن الحديث الذي أشرت إليه قد رواه مسلم في صحيحه، والصحابي صاحب القصة هو عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ فراجعها بالفتوى رقم: 21699.
ولم يصل النبي صلى الله عليه وسلم ركعة واحدة، بل صلى ركعتين، وإنما حكى الصحابي ما حصل في تلك الركعة. والأمر واسع فيما يتعلق بصلاة الليل يصلي المسلم بما يتيسر له، وهنالك خلاف بين العلماء في أيهما أفضل طول القيام أم زيادة عدد الركعات؟ وسبق لنا ذكر هذا الخلاف بالفتويين رقم: 32105، ورقم: 58543.
والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في كيفية قيامه وصلاته بالليل هو الأفضل، كما أوضحنا بالفتوى رقم: 28836.
والله أعلم.