الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طاعة الوالد لا تجب فيما يضر الولد

السؤال

أنا شاب عمري 21 سنة، أبي طلق أمي وتزوج فورا عندما كانت امي حاملا بي، وسافر خارج البلاد، وعندما أصبح عمري 3 سنوات سافرت أمي إلى فلسطين وعشت في بيت عمي، أول مرة رأيت فيها أبي كان عمري 9 سنوات، وأول مرة رأيت فيها أمي كان عمري 11 سنة، طبعا حياتي كانت صعبة بالنسبة للعيشة في بيت عمي، وعندما أصبح عمري 17 سنة أتيت إلى قطر لكي أهرب من ظروف عيشتي في بيت عمي والآن أصبح لي 4 سنوات في قطر أعمل لدى شركة لكن للأسف براتب ومعاملة مزرية. أبي قال لي أن آتي عنده في السعودية وأن أعمل لدى شركة براتب أقل من هنا.
سؤالي ماذا أفعل إن أطعته ضيعني وضيع سنينا من عمري وإن لم أطعه أخاف أن أغضب ربي، لكن أبي ليس هو الذي رباني وليس له تعب علي. ما ذا أفعل ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنبهك أولاً إلى أن حق والديك عليك عظيم مهما كان حالهما ومهما قصرا في حقك وأهملاك في الصغر، وانظر
الفتوى رقم : 115982.

أما طاعتك لوالدك في السفر إليه إذا كانت تضر بك فليست واجبة عليك ولا تكون عاقا بمخالفته في ذلك، فإن طاعة الوالدين لا تجب فيما يضر الولد. قال القرافي : وَإِنْ كَانَ الْمَقْصُودُ مِنْهُ (السفر) دَفْعَ حَاجَاتِ نَفْسِهِ أَوْ أَهْلِهِ بِحَيْثُ لَوْ تَرَكَهُ تَأَذَّى بِتَرْكِهِ كَانَ لَهُ مُخَالَفَتُهُمَا لِقَوْلِهِ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ» وَكَمَا نَمْنَعُهُ مِنْ إذَايَتِهِمَا نَمْنَعُهُمَا مِنْ إَذايَتِهِ. الفروق للقرافي.
لكن عليك مداومة بره والإحسان إليه بما تقدر عليه فإن ذلك من أفضل القربات عند الله، فعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع هذا الباب أواحفظه. رواه ابن ماجه والترمذي.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني