السؤال
كل ما جاء من أرقام في هذا السؤال قد تحريت فيه الدقة بالاعتماد على برنامج قوقل أرث: مسجدان في أقصى شمال شرق الجزائر، في المنطقة التي أسكن فيها، يبعدان عن بعضهما سبعة كيلو مترات، أحدها كبير والآخر صغير، أما القبلة فيهما فأمرها محير، رغم أنهما في منطقة واحدة إلا أن القبلة فيهما مختلفة، الكبير ينحرف عن القبلة 32¬ درجة شمالا، والآخر ينحرف عن القبلة 43 درجة جنوبا، ليكون مجموع افتراق المسجدين 75 درجة، ويصر القائمون عليهما على تصحيح قبلتي المسجدين ويعدون التشكيك فيهما خطأ بل وفتنة، وليكن في علم حضراتكم أن ليس لهؤلاء المصححين اجتهاد يحترم ويعذرون لأجله، بل تحكمهم العادة لا غيرها، أما المسجد الأول فقد بناه أناس كان جل اهتمامهم موافقة بناء المسجد للبيوت حوله كما يفعل أي إنسان إذا أراد أن يبني بيتا في تجمع سكاني، لا اعتبار عندهم للشرع أؤكد على هذا فلما أتموا البناء لووا عنق القبلة وقالوا هي من ههنا، ونفس الشيء ينطبق على المسجد الآخر فإنه كان بيتا للسكن بنته البلدية، ويثقل عليهم تغيير القبلة لإيلاف العادة وتجنبا لميلان الصفوف ميلا يفسد التوافق مع جدران المسجد، أما القبلة الأولى فيؤدي انحراف 32 درجة شمالا إلى المرور بحذاء الكعبة ببعد لا يقل عن 1500 كيلو متر شمال سوريا، وأما القبلة الثانية فيؤدي انحراف 43 درجة جنوبا إلى المرور بحذاء الكعبة ببعد لا يقل عن 2200 كيلو متر وسط ليبيا مرورا بغرب السودان، فهل من يبعد عن القبلة بهذه المسافة مع العلم والتعمد يكون عاملا بالقرآن: وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره؟ ألا يمكن القول بأن المساجد ـ لا أقول الأفراد ـ في حكم معاينة الكعبة المشرفة لأجل تطور العلم فيجب حينها على المساجد استقبال عين الكعبة المشرفة، فبالاعتماد على برنامج قوقل أرث يتيسر لمن كان بعيدا عن الكعبة آلاف الكيلو مترات استقبال عينها كأنه في المسجد الحرام، وهذا البرنامج متاح لكل أحد، فما حكم الصلاة في المسجدين المذكورين على من علم وعلى من جهل؟ وما حكم السعي في تصحيح القبلة فيهما؟ أفتونا مأجورين جزاكم الله خيرا.