السؤال
كيفك أختي؟ أنا عضو جديد في هذا المنتدى وأريد أن أستفسر منك إذا كان ممكنا: من المعروف أن الاختلاط بين الرجل والمرأة في الدنيا محرم، فهل هو كذلك في الجنة؟ وهل في الجنة يجوز للمرأة أن تتحدث مع أي شخص تريده سواء كان رجلا أو امرأة حتى لو كانت لا تعرفه ولا يقرب لها؟ أم أنه لا يجوز لها أن تتحدث إلا مع نفس الأشخاص الذين حلوا لها في الدنيا؟ يعني مثلا إذا رأيت بنتا وأردت أن أتزوجها لكنها لم تكن من نصيبي وتزوجت من شخص آخر؛ ولذا هي محرمة علي، وهي في الجنة ستكون زوجة لنفس الزوج الذي تزوجها في الدنيا. فهل أستطيع أن أكلمها في الجنة أو أن أصبح صديقها؟ أم أنها ستكون أيضا في الجنة محرمة علي؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننبهك إلى أن هذا الموقع هو موقع الشبكة الإسلامية وهذا قسم الفتاوى الشرعية، واعلم أن الجنة دار النعيم وفيها ما تشتهيه الأنفس، لكن أحوال العباد في الجنة من أمور الغيب التي لا يوقف عليها إلا بنصوص الوحي، والذي يظهر من النصوص أن المرأة تكون مع زوجها لا تنظر لغيره ولا تلتفت إلى سواه ولا تتخذ غيره خدنا ولا صديقا، قال تعالى: وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ {الصافات: 48}.
قال الطبري: قال ابن زيد، في قول الله: قاصرات الطرف ـ قال: لا ينظرن إلا إلى أزواجهن، قد قَصَرْن أطرافهن على أزواجهن ليس كما يكون نساء أهل الدنيا.
وقال القرطبي: وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ ـ أَيْ نِسَاءٌ قَدْ قَصَرْنَ طَرْفَهُنَّ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ فَلَا يَنْظُرْنَ إِلَى غَيْرِهِمْ، قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ وَغَيْرُهُمْ، عِكْرِمَةُ: قاصِراتُ الطَّرْفِ ـ أَيْ مَحْبُوسَاتٌ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ.
وينبغي للعاقل أن يشغل نفسه بما يقربه إلى الله و يوصله لمرضاته ودخول جناته، وذلك بالإيمان والعمل الصالح.
والله أعلم.