الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مساعدة القريب الذي ساء حاله لسوء تدبيره من البر والصلة

السؤال

أحد الأقارب اقترض من البنك قرضا ربويا ثم إنه أساء التصرف فيما تبقى معه من مال، فصرف أكثر المال على أمور ليست ضرورية فضاق به الحال وكثر عليه الدين جراء القرض وسوء التدبير. فهل يجوز أن أترك مساعدته لهذه الأسباب ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالاقتراض بالربا من الموبقات العظيمة والأمور التي لعن فاعلها على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث : لعن الله آكل الربا وموكله وشاهديه. وقال: هم سواء. رواه مسلم.

وربما يكون سبب ضيق الحال الذي أصاب قريبك هو ما وقع فيه من الربا فعاقبته وبيلة، وعليه أن يبادر إلى التوبة إلى الله تعالى بالندم عليه، والاستغفار منه، والعزيمة ألا يعود إليه، ويري ربه من نفسه خيرا.

وأما قطعك للمساعدة عنه فلا ينبغي لك ذلك لأنها صلة، وسوء تدبيره لايمنعك من صلته بالمال، قال تعالى: وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ. {النور:22}، وفي هذه الآية حث على صلة ذوي الأرحام بالمال ابتغاء ثواب الله ورجاء مغفرته ورحمته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني