السؤال
أود أن أستفسر عن حكم تناول دواء على شكل حبوب والذي يتركب من الكولاجين البقري، مع العلم أن الدواء مصنع في الولايات المتحدة الأمريكية، والشركة تدعي أنها حاصلة على شهادة حلال من المجلس الإسلامي الأمريكي للطعام، وقد راسلت موقع المجلس وكان الرد بأنه تم إيقاف تسجيل هذه الشركة فيه دون تبيان السبب، إن تناول هذا الدواء ليس بهدف العلاج إنما هو نوع من الوقاية كمكمّل غذائي للجلد من أجل التجاعيد وسرعة تندب وشفاء الجروح، وللمفاصل، وكمصدر للطاقة، ويقوي بنية الشعر، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دام المجلس الإسلامي الأمريكي للطعام أوقف تسجيل هذه الشركة فيه، فهذا قد يدل على عدم حلية ذبائحه، أو على الأقل يدل على شبهة قوية فيها، ويؤكد هذا أن المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء خرج ـ بعد المناقشة والبحث الميداني واستعراض طرق الذبح المتبعة في دول الغرب ـ بأن الدواجن والأبقار لا تذبح بطريقة شرعية، هذا مع كون الراجح من قولي أهل العلم أن الأصل في الذبائح الحرمة حتى تعلم حليتها، بكونها ذكيت ذكاة شرعية بقطع الحلقوم والودجين، وكان المباشر للذكاة من المسلمين أو من الكتابيين، وراجع في تفصيل ذلك الفتوى رقم: 129341، وما أحيل عليه فيها.
ومادة الكولاجين البقري إن كانت مأخوذة من بقر لم يذك ذكاة شرعية، فأصلها ميتة، فتكون نجسة لا يجوز استعمالها، إلا إن تمت معالجتها حتى تحولت إلى مادة أخرى قبل إضافتها إلى الدواء المذكور، فإن الراجح من أقوال أهل العلم أنها تطهر ويجوز استعمالها، أما إذا لم تحصل معالجتها أو حصلت لكنها لم تحولها إلى مادة أخرى فإنها تبقى على أصلها، وهو النجاسة وحرمة الاستعمال، وأما إذا كانت مجهولة الحال أو المصدر، فالظاهر أنها مباحة، لعموم البلوى وجهالة الأصل، ولأن أغلب هذه المواد المصنعة تكون قد جرى عليها معالجة حتى تتحول عن أصلها، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 117865.
والذي ننصح به الأخ السائل على أية حال: هو تجنب استعمال هذه الحبوب، اتقاءً للشبهات، خاصة وإن تناولها ليس بهدف العلاج إنما هو نوع من الوقاية، كما جاء في السؤال، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ. رواه الترمذي وقال: حَسَنٌ صَحِيحٌ ـ والنسائي وأحمد، وصححه الألباني.
والله أعلم.