الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم طعام المبتدعة وهل يصدقون ومن الذي يتولى دعوتهم

السؤال

جزيتم خيرا
ما حكم الأكل والشرب مع المبتدعة لأننا نعمل معهم بالمدرسة؟ هناك الكثير من المبتدعة يحلف كذبا. هل يجوز تصديقه لأنني معلمة تربية إسلامية ؟كيف أقنع هؤلاء البنات المبتدعات بأحكام الإسلام مع أنهم يرفضونها لأننا نعاني منهن كثيرا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما طعام أهل البدع فإنه مباح، وإذا كان الله تعالى قد أباح طعام أهل الكتاب فطعام المبتدعة أولى أن يكون مباحا إلا أن تكون بدعتهم مكفرة فلا يجوز الأكل من ذبائحهم، ويجوز أكل ما سوى ذلك من طعامهم.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في حكم ذبائح أهل البدع: أهل البدع ينظر في بدعتهم؛ إذا كانت بدعتهم تكفر فإنه لا يجوز أكل ذبائحهم؛ لأنه لا يجوز أكل ذبائح الكفار إلا أهل الكتاب -اليهود والنصارى- وأما إذا كانت البدعة لا تُكفر فلا بأس أن نأكل ذبائحهم، لكن غيرهم أولى منهم، حتى وإن كانت البدعة لا تكفر. انتهى.

وأما تصديق خبرهم فقد علم أن هؤلاء المبتدعة قوم يتدينون بالكذب والتقية، ومن ثم فينبغي أن يحذر منهم المسلم وأن يتثبت في أخبارهم كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ {الحجرات:6}. وأما دعوتهم فإنما يتصدى لها من كان عنده من العلم ما يؤهله لذلك، ولتنظر الفتوى رقم: 162195 ، ويكون ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة ببيان الحق وإقامة الدليل عليه وإزالة الشبهات التي عند القوم، وقد عقدت لمناظرة هؤلاء القوم مناظرات منها المرئي والمسموع ومنها المكتوب، فليحرص من أراد الدعوة على الاستفادة من هذه المناظرات المعروف عن أهلها الاستقامة ومتابعة السنة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني