الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعت على نفسها إن عادت للعادة السرية وعاهدت ربها على تركها لكنها رجعت فما حكمها

السؤال

فضيلة الشيخ.
لدي سؤال يؤرقني منذ مدة ولا أعلم له جوابا.
بدأت القصة منذ أن بدأت بممارسة العادة السرية، واكتشفت فيما بعد بأنها محرمة وقررت الابتعاد عن ممارستها نهائياً.
حاولت الابتعاد عنها بشتى الطرق ولكن جميع محاولاتي باءت بالفشل، فبدأت رحلة تأنيب الضمير والإحساس بالذنب والمعاناة النفسية. عندما فقدت الأمل في ترك هذه الفعلة الخبيثة قررت أن أقوم بحل جذري لمشكلتي وأن أمنع نفسي من ممارستها بأي وسيلة, و لم يكن أمام ناظري سوى المثل القائل : [ الغاية تبرر الوسيلة ]
أمسكت عندها بورقتي وقلمي وبدأت أكتب: أنا فلانة بنت فلان الفلاني, أبلغ من العمر ..... , أتعهد اليوم بتاريخ ... / ... , أمام الله عز وجل ثم نفسي بأن أترك هذه الفعلة للأبد ولا أعود إليها مجددا أبدا، وإن فعلتها فسأعاقب نفسي بهذه العقوبات، كانت العقوبات صعبة بعض الشيء حتى أمنع نفسي حتى من التفكير فقط في ممارستها، نصت العقوبات على أن أذهب للمدرسة دون الاستحمام لمدة ثلاثة أيام مع عدم وضع أي عطر أو مزيل لرائحة العرق، ومع عديم تفريش أسناني , وأن لا أستخدم لتزيين شعري غير المشط , وأن أحرم نفسي من الخروج من المنزل إلى غير المدرسة لمدة أسبوعين إلا في حالة ضرورية ومستعصية, وأن لا أستخدم أي وسيلة للتسلية سواء كانت الانترنت أو التلفاز أو حتى الجوال لمدة ثلاثة أسابيع ,وعدم الخروج من الفصل حتى في وقت الاستراحة لمدة أسبوع .
نظراً لعمري الذي لم يتجاوز ال 17عاماً ونصف كانت هذه أكثر الأشياء المحببة لدي، لذلك قررت حرمان نفسي منها
وكتبت ستكون هذه العقوبات جارية لمدة سنة كاملة والله على ما أقول شهيد. ولكني اختتمت ذلك العهد بالدعاء على نفسي [ إذا لم أنفذ العقوبات كما هي ] ودعوت قائله :
اسأل الله الذي لا اله إلا هو الحي القيوم أن يصيبني بأنواع الأمراض والبلاء، وأن يعمي بصري ويشل حركتي، وأن يبعد عني كل الناس كرها واشمئزازا مني حتى أهلي وأقرب المقربين لي، وأن لا أوفق في دراستي ولا في حياتي الاجتماعية، وأن يجعل الله حياتي كلها حزن وألم ومعاناة وعذاب وعدم راحة أو طمأنينة إن لم ألتزم بهذه العقوبات في حال فعلت هذه العادة.
بعد هذا استمريت في صراع بين حاجتي لممارستها وبين خوفي من الله والعقوبات التي وضعتها لنفسي.
ابتعدت عنها ولله الحمد , ولكن في يوم من الأيام طاوعتُ نفسي الأمارة بالسوء وفعلتها بعد أن امتنعت عنها أربعة أشهر ونصف.
لم ابتعد سوى أربعة أشهر ونصف وعدت إلى ممارستها.
مشكلتي الآن أني لا أستطيع الالتزام بتلك العقوبات فهي صعبة علي وخاصة المتعلقة بالنظافة الشخصية، ومنظري أمام الجميع
وأذيتي لهم بالرائحة الكريهة والمنظر البشع، كما أني خائفة من الدعاء الذي دعوته جدا, ماذا لو تحقق كل شيء وكل دعوة فيه.
لا أعلم ماذا أفعل أنا في حيرة من أمري.
ما هو الحل يا شيخ ساعدني جزاك الله كل خير.
لا أستطيع فعل العقوبات وأخاف من تحقق الدعاء.
ساعدني ساعدك الله فقد ضاق بي الكون.
ما الحل الصحيح وما الحكم في هذا ؟
وكيف أكفر عن ذنبي أمام الله ؟
جزاكم الله كل خير وأثابكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أخطأت أيتها الأخت حين دعوت على نفسك مخالفة نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الدعاء على النفس، وأما ما كتبته في هذه الورقة فلا يعد نذرا ولا يلزمك به شيء، ويجوز لك أن تفعلي ما شئت من تنظف وغيره، وانظري الفتوى رقم: 148759 ، وأما هذه العادة المذمومة الخبيثة فعليك أن تتركيها طاعة لله تعالى وابتغاء مرضاته وخوفا من عقوبته سبحانه، ويعينك على هذا أمور منها الاجتهاد في الدعاء، ولزوم الذكر والإكثار من النوافل وصحبة الصالحات، ومجانبة ما من شأنه أن يهيج الشهوة ويحرك الغريزة، ولمزيد الفائدة حول الأسباب المعينة على ترك هذه العادة الخبيثة انظري الفتاوى التالية أرقامها: 149519 171417 164945 155315 ، وعليك أن تستغفري الله تعالى مما أقدمت عليه من المعصية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني