السؤال
أسالكم أن تدعوا الله لي بالفردوس والثبات إلى أن ألقاه، ما حكم أن أخفي أعمالا بحيث لو دخل علي أخي وأنا أتفرج على محاضرة أوقفها أو أقفلها وإذا خرج أكملها حيث مع استمراري على هذه الطريقة أصبح ينتابني شيء من الخوف إذا رآني أحد وأنا أتفرج على المحاضرات أو أفعل الخيرات؟ وهل هي من الإخلاص أو من الشرك جزاكم الله خيرا؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن الخطأ البين التوقف عن العمل الصالح من أجل الناس، وانظر الفتوى رقم: 30366.
وعموماً فنصيحتنا لك أن تستمع لكل ماهو مفيد وتطلب من إخوتك أن يستمعوا له أيضا وأن تجاهد نفسك على الإخلاص لا أن تترك العمل خشية الرياء، فإن الشيطان يدخل للعبد من باب مخافة الرياء ويدعوه إلى ترك بعض الأعمال الصالحة،
والعلاج في مثل هذا أن يبدأ العبد مخلصا فيه مصححا للنية فإذا شوش عليه الشيطان استعاذ بالله من الشرك والرياء وواصل عمله، ويدل لهذا ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل، فقال له من شاء أن يقول: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئاً نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه. رواه الإمام أحمد عن أبي موسى رضي الله عنه.
وقد قال الفضيل بن عياض: ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منها. كما في شعب الإيمان.
وقال العز بن عبد السلام: الشيطان يدعو إلى ترك الطاعات، فإن غلبه العبد وقصد الطاعة التي هي أولى من غيرها أخطر له الرياء ليفسدها عليه، فإن لم يطعه أوهمه أنه مراء وأن ترك الطاعة بالرياء أولى من فعلها مع الرياء فيدع العمل خيفة من الرياء، لأن الشيطان أوهمه أن ترك العمل خيفة الرياء إخلاص، والشيطان كاذب في إيهامه، إذ ليس ترك العمل خوف الرياء إخلاص.. مقاصد الرعاية لحقوق الله عز وجل.
وقد سبق لنا بيان حقيقة الإخلاص وبواعثه وثمراته، وحقيقة الرياء وآثاره وكيفية علاجه، في الفتاوى التالية أرقامها: 10396، 8523، 7515، 10992.
والله أعلم.