الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشرع لمن اغتيب أن يسعى في معرفة من اغتابه؟

السؤال

سؤالي بخصوص بعض الكلام الذي اغتبت به من وراء ظهري، ولا أعلم من اغتابني، ولا أعلم اغتابني بأي نوع من الكلام، ولكن أصبح نتيجة غيبته أذى لي، فقد كان سببا من أسباب إفساد خطبتي بمن وافقت عليه، ومن علم بكلام الغيبة والشخص الذي اغتابني يرفض إخباري اعتقادا منه أنه يفعل ما هو صواب والله أعلم، أنا أريد أن أعلم حتى لا أسيء الظن بكل من حولي، وحتى لا يدخل الشك إلى قلبي في أقرب الناس، وحتى آخذ حذري ممن اغتابني، فما حكم الإسلام في ذلك؟ وهل من حقي العلم أم لا؟ وما حكم الإسلام على من ينقل لي هذا الكلام ويجيب سؤالي؟ فهل يقع عليه ذنب؟ علما بأن نتيجة ما حدث هو ظلم كبير لي، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلمي أن الأمور إنما تجري بالمقادير، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، فإن كانت خطبتك قد فسخت، فعليك أن تصبري لما قدره الله وقضاه، وتعلمي أن هذا هو الخير والمصلحة، فإن قضاء الله كله دائر بين الفضل والعدل والرحمة والحكمة والمصلحة فله الحمد، واعلمي أن أحدا من البشر لا يمكنه منع ما قدر الله حصوله، فاستسلمي لحكم الله وأذعني لاختياره، واعلمي أن اختياره لك خير من اختيارك لنفسك، قال تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ {التغابن:11}.

وقد يكون ما تعتقدين أنه وشاية تسببت في فسخ خطبتك مجرد وهم لا حقيقة له، فلا داعي لأن تشغلي نفسك بهذا الأمر، ولا لأن تسيئي الظن بالناس، والأولى بك أن تقبلي على شأنك وتشتغلي بما ينفعك من طاعة ربك تعالى والإقبال عليه، وأحسني ظنك به تعالى واجتهدي في دعائه أن يقدر لك ما فيه الخير لك في الدنيا والآخرة، ولو فرض كون خطبتك فسخت بسبب وشاية ونميمة من بعضهم فهذا الواشي النمام إن كان ظالما لك فهو آثم بذلك، وحقك لن يضيع، بل سيأتيك الله به يوم القيامة، فنحن ننصحك بأن تتركي التفكير فيما مضى وألا تحاولي البحث عن سبب ما حصل فإنه لن يفضي بك إلا إلى مزيد التعب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني