السؤال
هل نية إنهاء الصلاة بالتسليم مثل نية قطعها كلاهما يبطل الصلاة؟ لأني بعد التشهد الأخير في الصلاة، أحيانا أهم بالتسليم ولكني أتذكر أن دعاء معينا قد نسيت أن أدعو به أو ماشابه ذلك فأؤخر التسليم قليلا بعد أن نويته، وبعد الدعاء الذي تذكرته أسلم، فهل مثل هذا العمل يبطل الصلاة؟ علما أنني لا أتذكر الصلوات التي فعلت فيها هذا، أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن نية السلام بعد نهاية التشهد ثم العدول عنه لأجل الزيادة في الأذكارأو الدعاء، لا تبطل بها الصلاة، وليست مثل نية قطع النية أثناء الصلاة، فقد ذكر عز الدين بن عبد السلام في كتابه قواعد الأحكام في مصالح الأنام، هذه المسألة واعتبرها غير مؤثرة على صحة الصلاة فقال: فَإِنْ قِيلَ: هَلْ تَصِحُّ الْعِبَادَةُ بِنِيَّةٍ تَقَعُ فِي أَثْنَائِهَا؟ قُلْنَا: نَعَمْ وَلَهُ صُوَرٌ: أَحَدُهَا: أَنْ يَنْوِيَ الْمُتَنَفِّلُ رَكْعَةً وَاحِدَةً ثُمَّ يَنْوِيَ أَنْ يَزِيدَ عَلَيْهَا رَكْعَةً أَوْ أَكْثَرَ فَتَصِحُّ الرَّكْعَةُ الْأُولَى بِالنِّيَّةِ الْأُولَى وَصَحَّ مَا زَادَ عَلَيْهَا بِالنِّيَّةِ الثَّانِيَةِ ... الصُّورَةُ الثَّانِيَةُ: إذَا نَوَى الِاقْتِصَارَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْأَرْكَانِ وَالشَّرَائِطِ ثُمَّ نَوَى التَّطْوِيلَ الْمَشْرُوعَ أَوْ السُّنَنَ الْمَشْرُوعَةَ فَإِنَّ ذَلِكَ يُجْزِئُهُ، لِاشْتِمَالِ النِّيَّةِ الْأُولَى عَلَى الْأَرْكَانِ وَالشَّرَائِطِ، وَالثَّانِيَةُ عَلَى السُّنَنِ النَّابِعَةِ ... إلى أن قال: وَكَذَلِكَ لَوْ نَوَى التَّسْلِيمَ بَعْدَ انْقِضَاءِ التَّشَهُّدِ ثُمَّ بَدَا لَهُ أَنْ يُطَوِّلَ فِي الْأَدْعِيَةِ وَالْأَذْكَارِ. انتهى.
والله أعلم.