السؤال
فضيلة الشيخ: لدي سؤال مهم جدا وأنا بأمس الحاجة لجواب يفصل في الموضوع، فضيلة الشيخ: أنا شاب جزائري أشتغل في الأعمال الحرة لكسب الرزق الحلال والحمد لله، اقترح علي أحد الأصدقاء صفقة مربحة تتمثل في بيع معدات إلكترونية متنوعة لإحدى الشركات الأجنبية التي تشتغل بالجزائر منذ أكثر من عشر سنوات ذات إدارة مختلطة جزائرية وأوروبية مقابل أن أعطيه نسبة أرباح تقدر بعشرين في المائة من الربح الإجمالي المترتب عن هذه الصفقة، مع العلم أنه لا يشتغل بهذه الشركة ولا يربطه بها أي عقد عمل، كما لا تربطه بي أي وثيقة شراكة من قبل، بل سيكون شريكي في هذه الصفقة فقط، وعلاقتي به طيبة وأساس تعاملي التجاري معه الثقة المتبادلة والتراضي، إلى هنا كل شيء عادي ولأن كل وثائقي قانونية ونيتي طيبة لأنني قصدت أن أربح ولا بأس أن يربح صديق معي بالرغم أن مشاركته ليست برأس مال أو ما شابه ذلك وإنما مساعدته لي تتمثل في ضمان الصفقة، و هنا يبدأ الإشكال، فضيلة الشيخ صديقي هذا له زميل أو قريب يشتغل كمسؤول في مصلحة المبيعات بهذه الشركة الأجنبية، أنا لم ألتقه ولا أعرفه إطلاقا إلا من خلال المكالمات الهاتفية قصد إرسال العروض الخاصة بهذه الصفقة، أرسل لي صديقي قائمة احتياجات الشركة الأجنبية من سلع ولوازم تلقاها من طرف قريبه عن طريق البريد الإلكتروني وطلب مني أن أرسل فاتورة شكلية بهذه المتطلبات بأسعار مقبولة عبر البريد الإلكتروني الشخصي الخاص بقريبه كي يقوم بتصحيحها ففعلت، مع العلم أن هذ البريد الإلكتروني الشخصي ليست له أي علاقة بالشركة، وبعد مدة قصيرة تلقيت الرد من طرف قريبه مع الفاتورة الشكلية بعد أن قام برفع الأسعار حيث ارتفع المبلغ الإجمالي بقيمة تقدر بعشرين في المائة تقريبا وطلب مني إرسلها عبر البريد الإلكتروني الخاص بالشركة بالتأكيد سوف يستعمل علاقته كي يقبل عرضنا، وعندما سألت صديقي قال لي إن تلك الزيادة سيأخذها قريبه من حسابنا الخاص بعد أن نكمل الصفقة ونحصل على الأرباح فرفضت لأنني أعتقد أنها نوع من الرشوة وبما أنني متمسك بديني فأنا على يقين بأن الرشوة حرام، أخبرت أحد أقربائي بالموضوع فقال لي لا تقبل بهذه الطريقة ولكن اتفق مع صديقك على نسبة من الأرباح المتفق عليها في بادئ الأمر وأخبره بأن علاقتك التجارية تتوقف بينكما فقط وبأنك غير مسؤول عن أي نسبة يقدمها لقريبه، مع العلم أنني لو قبلت فأنا متيقن جدا بأن صديقي هذا سيعطي لقريبه هذا نسبة حتى ولو كانت قليلة أي رشوة أو بعبارة أخرى إذا لم يعطيه حتما سيبطل الصفقة، فهل أقبل؟ وهنا أجزم أنها نوع آخر من الرشوة، فحاول إقناعي بأنها طريقة عادية وأن ضميره مرتاح تجاه هذا النوع من المعاملات، شيخنا الفاضل كي أزيل كل الشبهات وقبل أن أقبل هذا النوع من الصفقات قررت إرسال هذا الموضوع وأنا على يقين بأن أجد عند فضيلتكم الجواب المفيد والموافق لكتاب الله ولسنة رسوله، شيخنا الفاضل أعانكم الله على فعل الخير.