السؤال
رفع اليدين في الدعاء متى يكون؟ وهل يجوز رفع اليدين بين الأذان والأقامة؟ أم تصلي وتدعو في الصلاة؟ هل يوجد كتاب يبين كيف كان يدعو الرسول صلى الله عليه وسلم؟
رفع اليدين في الدعاء متى يكون؟ وهل يجوز رفع اليدين بين الأذان والأقامة؟ أم تصلي وتدعو في الصلاة؟ هل يوجد كتاب يبين كيف كان يدعو الرسول صلى الله عليه وسلم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اشتمل سؤالك على عدة أمور :
1ـ متى يشرع رفع اليدين فى الدعاء. والجواب أن رفع اليدين فى الدعاء سنة على العموم وهو من أسباب استجابة الدعاء، غير أنه لم تثبت مشروعيته في الدعاء أثناء الصلاة ودعاء الخطيب. وراجع الفتوى رقم: 32283 والفتوى رقم: 9198.
2ـ يشرع الدعاء بين الأذان والإقامة ويشرع فيه رفع اليدين.
جاء فى كشاف القناع ممزوجا بمتن الإقناع للبهوتي الحنبلي: (ويدعو هنا) أي عند فراغ الأذان لقوله - صلى الله عليه وسلم - «لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة» رواه أحمد والترمذي وحسنه (و) يدعو (عند الإقامة) فعله أحمد ورفع يديه. انتهى.
3- يشرع الدعاء أثناء الصلاة في مواضع مثل السجود وبعد التشهد وقبل السلام لكن لا ترفع الأيدي حينئذ لعد م ثبوت ذلك. وراجع الفتوى رقم : 130538
وراجع لمزيد الفائدة في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 4095، 28566 ، 5340.
ولا نعلم كتابا مستقلا فى كيفية دعاء النبي صلي الله عليه وسلم، لكن صفة دعائه موجودة في كتب السنة ويمكن الرجوع إليها. وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية بعض الأمثلة من دعائه صلى الله عليه وسلم رافعا يديه حيث قال في جامع المسائل :
إذا تبين هذا فنقول: الكلام على حديث أنس في موضعين: أحدهما: قوله "كان لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء". والثاني: ما رُوِي في بعض ألفاظ مسلم "فأشار بظهر كفَّيه إلى السماء". فإن مِن الناس من غَلِط في كلا الموضعين، فظنَّ بعضُهم أن اليد لا تُرفع في الدعاء إلا في الاستسقاء، حتى تركوا رفعَ اليدين في سائر الأدعية. إلى أن قال :
أما رفع اليدين في الدعاء غير الاستسقاء فقد تواتر عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، كما في صحيح البخاري وغيره عن أبي هريرة قال: قدم الطُفيل بن عمرو الدَّوسي على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال: يا رسول الله! إن دَوْسًا قد عَصَتْ وأبتْ فادعُ عليهم، فاستقبل القبلةَ ورفع، وقال: "اللهمَّ اهْدِ دَوسًا وأْتِ بهم". وفي الصحيحين أيضًا عن أبي موسى قال: أُصيب أبو عامر رضي الله عنه في ركبته في غزوة أوطاس، وكان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أمَّره فيها، فقال لي: أقرئ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - السلامَ وقُلْ له: استغْفِرْ لي واستخلِفْ علىَ الناس، وسكت يسيرًا ثم مات. فلما رجعتُ إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأخبرتُه خبرَ أبي عامر وسؤالَه أن يستغفر له، فدعا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بماءٍ فتوضَّأ، ثم رفع يديه وقال: "اللهمَّ اغفِرْ لعُبَيْدِك أبي عامر". وقد ذكر أمثلة أخرى من هذا الدعاء يمكن الرجوع إليها.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني