الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حول الاستخارة في الزواج وسؤال الخاطب عن راتبه ووظيفة أبيه

السؤال

منذ مدة تقدم لخطبتي شاب في 34 من عمره بائع في محل وذو مستوى إعدادي، ولديه شقة ويظهر عليه الالتزام ـ والله أعلم ـ عرفته من حوالي 3 سنوات بحكم أنني زبونته ولاحظت اهتمامه، كنا نتكلم في أمور شخصية مثلا هل أنت موظفة أم طالبة، متزوجة إلخ؟ وكنت أجيب ببراءة ولم أعره اهتماما، لأنه ليس من مستواي ولا حتى شكله يعجبني، وآخر مرة عرض علي الزواج فقلت سأفكر وأخبرني بأنه ليس ضد عمل المرأة ـ عكس أبي ـ وسيمنحني الحرية .....إلخ، وأعطيته موعدا في محل عام، وقلت لعل وعسى أن أجد فيه مزايا أخري يمكن أن تغير رأيي فلتقينا، فأظهر بأنه إنسان متفتح، ولدي الحق في سؤاله عن أي شيء فشرح لي عن عائلته وماذا يحب وماذا يكره، وسألته عن عمل والده حتى أقيم مستواه الاجتماعي وعن أمه وإخوانه وهكذا، وسألته عن وضعه المادي فقال ممتاز، وعندها استغربت كيف وعمله متواضع، ففي مجتمعنا هو عمل الفقراء وقلت له كم بالتحديد، فأنا متشوقة لأعرف الصرف فقال أتقاضى مبلغا معينا وقال يصل إلى 3 أضعافه عن طريق القيام بتجارة حرة غير قانونية نطلق عليها سوق سوداء أي لا يدفع الضرائب، وعندها أدركت حقا أن و ضعه غير مستقر، ومع هذا قمت بالاستخارة حتى لا أندم، وكما شرحت فرصي في الزواج قليلة وأخاف العنوسة، وأود أن أتخلص من سيطرة أبي، وبعد التشاور مع أمي وصلت إلى جواب وهو لا، وذهبت لأخبره بجوابي، وإذ به يسبقني فقال بأنني لاحظت بأنك تركزين على الجانب المادي وكيف أتجرأ أن أسأله عن راتبه وعن عمل أبيه، نسيت فهو سائق، عمل أكثر من متواضع فأحسست بأنه شعر بالنقص وأنني أهنته، وأنا أحسن منه فلم يتوقع هذا مني فهو كان بالنسبة له، وبما أنه يملك سكنا وهو إنجاز مهم في مثل وضعه وسيمنحني الحرية التي أنا محرومة منها، فسأقبل فورا وأشكره وأقبل يده على هذه الجزية، بربكم عن أية حرية يتكلم؟ حرية أن أعمل طوال النهار خارج البيت وداخله والأولاد وحقوقه... حيث فهمت من كلامه أن منحي هذه الحرية ليس لسواد عيوني ولكن لمصلحته أي لأساعده في المصروف، ولا أخفيكم سرا نزل من عيني فالرجولة الحقيقية هي ذاك الرجل الذي يصرف على عياله حسب مقدوره، ولاحظت عندها أنه لم يعجبه الأمر، وأدركت بأنه انتهازي وجد فتاة جميلة شابة ومتعلمة وثرية ـ ما شاء الله ـ وأسئلتي هي كالتالي: 1ـ هل هذه نتيجة الاستخارة أي رفضه لي؟.
2ـ هل أخطأت عندما سألته عن راتبه ووظيفة أبيه؟ وإن كان الجواب بنعم أشيروا علي عما يجب السؤال في المرات القادمة حتى أستفيد من هذه التجربة، وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد تكلّم العلماء فيما يعتمده العبد بعد الاستخارة، هل هو انشراح الصدر وتيسّر الأمر؟ أم أنه يمضي في الأمر ولا يتركه إلا أن يصرفه الله عنه؟ والراجح عندنا أن الإنسان يمضي في الأمر بعد الاستخارة، ولا يترك الأمر الذي استخار فيه إلا أن يصرفه الله عنه، وانظري التفصيل في الفتوى رقم: 123457.

وعليه، فما دمت قد استخرت الله عز وجل فنرجو أن يكون رجوع هذا الرجل عن خطبتك هو الخير الذي أراده الله لك، وأما عن سؤالك الخاطب عن راتبه وعمل أبيه فلا حرج في ذلك، والسؤال عن الخاطب ليس له حد معين ولكن ينبغي الاهتمام بما يتعلق بدينه وخلقه، وانظري الفتوى رقم: 106927.

لكنك أخطأت بكلامك معه ولقائك إياه إن لم يكن بحضرة أحد محارمك، فالمباح للخاطب هو النظر وليس الخلوة، لأنها ما تزال أجنبية عنه، وإنما أبيح النظر لحاجة شرعية وهي رجاء أن يؤدم بينهما، كما في الحديث أي يوفق ويؤلف بينهما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني