الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اتهام الناس بالاستهزاء بدون بينة لا يجوز

السؤال

بارك الله فيك شيخي الكريم: كنت في الصف وكان أحد الزملاء قد قال الحمدلله لأمر ما, ثم أتى آخر وقال يرحمك الله، والأول لم يعطس لكنه حمد الله تعالى على أمر آخر فجاء الثاني وقال ما قال، فأنكرت عليه وقلت له أن لا يفعل مثل ذلك، لأنني شعرت بشيء من السخرية منه ـ والعياذ بالله ـ فهل يكفي أنني أنكرت عليه؟ أم كان ما فعل استهزاء؟ لم يتضح لي الأمر يا شيخ، وإذا كان الأمر فعلا استهزاء فما الذي أفعل تجاهه؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا تجوز لك المسارعة إلى اتهام الناس بالاستهزاء من دون اعتماد على بينة لا سيما وأن تقول إن الأمر لم يتضح لك، والظاهر أن عندك وسوسة في باب الإستهزاء فننصحك بالإعراض عنها وحمل المسلمين على السلامة، فقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12}.

وقد فسر ابن كثير الظن المنهي عنه بالتهمة والتخون للناس في غير محله، وذكر قول عمر رضي الله عنه: لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءا، وأنت تجد لها في الخير محملا.

وذكر حديث ابن عمر رضي الله عنهما: قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول: ما أطيبك وأطيب ريحك، ما أعظمك وأعظم حرمتك، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك، ماله ودمه وأن يظن به إلا خيرا. رواه ابن ماجه. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني