الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حرمة امتناع المرأة عن إجابة زوجها إلى الفراش

السؤال

شاب عمري 35 لا أجد نكاحا نظرا لظروفي المادية، أقاوم شهوتي منذ 20 عاما صوم وصلاة وصبر دون فائدة .
أرشدني صديق أن أخطب وأتخذ خطوة جدية، والمرأة برزقها، وأنا أعلم أن ظروفي سيئة، ولكن خطبت وأحببت خطيبتي جدا وفسخت الخطبة نظرا لعدم استعدادي المادي. ثم تزوجت من امرأة عمرها 45 ومستئصلة الرحم بسبب مرضي، لأن عندها شقة وستساعدني في مصروف البيت .
وبعد الزواج ترفض أن أجامعها من حيث أمرنا الله وتريد الجماع في الدبر حيث عودها زوجها السابق على هذا وأنا لا أستطيع فعل ذلك فأنا لا أرغب إلا الفطرة وهي لاتريد، فأنا قبلت بها وهي أكبر مني وتغاضيت عن موضوع الإنجاب من أجل أن أعف نفسي. ونحن على هذا الحال من 6 شهور عمر زواجنا .
بخلاف أنها تعيرني أنها صاحبة الشقة وتساعدني في المصروف، أشعر بيني وبين نفسي أنها كسرت عيني .
تكلمت معها ونصحتها وفعلت كل شيء دون جدوى.
ولا أستطيع الطلاق لأني وقعت على مبالغ مالية لتضمن بها حقوقها.
ما رأي الدين في هذا.
السؤال الثاني: أنا مازلت على علاقة مع خطيبتي الأولى عن طريق الهاتف، لا نتكلم فقط نسمع أنفاس بعض لكي يشعر كل واحد منا أنه موجود في حياة الآخر. وما زلت أبكي عليها كثيرا وهي أيضا تبكي علي. فهل هذا حرام؟
وأحيانا أشعر أن الله لم يعطني حقي.
آسف على الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعليك أخي بتقوى الله، والتجافي عن سوء الظن بالله، فإن سوء الظن بالله من صفات المشركين والمنافقين. قال تعالى: وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا {الفتح:6}، وهو من كبائر الذنوب القلبية.

قال الحجاوي في نظم الكبائر:

قنوط الفتى من رحمة الله ثم قل * إساءة ظنٍ بالإله الموحد

ولتعلم أنه ليس لأحد حق واجب على الله، إلا ما تفضل الله بجعله حقا عليه سبحانه، فكل نعمة منه فهي فضل، وكل نقمة ومصيبة تصيب العباد فهي عدل منه سبحانه.

كما قيل:

ما للعباد حق عليه واجب* كلا ولا سعي لديه ضائع

إن عذبوا فبعدله أو نعموا*فبفضله وهوالكريم الواسع

قال ابن القيم: ومن ظن به أنه يغضب على عبده ويعاقبه ويحرمه بغير جرم ولا سبب من العبد إلا بمجرد المشيئة ومحض الإرادة فقد ظن به ظن السوء. ومن ظن به أنه إذا صدقه في الرغبة والرهبة، وتضرع إليه وسأله، واستعان به وتوكل عليه أنه يخيبه ولا يعطيه ما سأله، فقد ظن به ظن السوء، وظن به خلاف ما هو أهله. اهـ.

فهل يليق بمسلم أن يقول: (صوم وصلاة وصبر دون فائدة) (وأحيانا أشعر أن الله لم يعطني حقي )

ولتلعم أن ما أصابك مما تكره فهو من نفسك بما جنت يداك من معصيةالله، قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}.

فعليك بالتوبة والاستغفار، ولو صدقت الله وأنبت إليه لرأيت من ثواب الله ورحمته ما لا يخطر لك على بال، وراجع الفتويين: 163449 177463.

وأما امتناع امرأتك عن الجماع فلا يجوز لها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فلم تأته، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح. أخرجه البخاري ومسلم.

والوطء في الدبر لا يجوز.

قال النووي: اتفق العلماء الذين يعتد بهم على تحريم وطء المرأة في دبرها.

وراجع الفتاوى أرقام: 8130 4340 21843

وعليك بنصحك امرأتك وتذكيرها بالله، وتخويفها بالوعيد الوارد في الامتناع عن الجماع، والنصوص المحذرة من الوطء في الدبر، فإن لم تستجب فارفع أمرها إلى القضاء الشرعي.

أما تلك التي خطبتها وتركتها فهي أجنبية عنك، والواجب عليك قطع جميع أنواع العلاقة بينكما، وانظر الفتوى رقم: 9360.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني