الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من آثار الوسوسة شعور الموسوس بتنجس جسده والأشياء الأخرى

السؤال

أنا أشكو من وسواس قهري، يؤلمني ويتعبني كثيرا في أمور حياتي، وأخص من ذلك الوضوء والصلاة. حالتي تحسنت كثيرا في الوضوء والصلاة بفضل النصائح التي تقدمونها على موقعكم. ولكن بقيت عندي مشكلة. أنا في السابق لم أكن أستنجي بالطريقة الصحيحة حيث إنني كنت أبلل يدي وأمسح بها. أنا خائفة جدا أن يكون الماء المنفصل الذي كان يتساقط دائما جراء ذلك على ساقي وقدمي قد نجسهما و من ثم سجادة الصلاة بحكم قدمي المبللتين بعد الوضوء، وخصوصا أنني كنت أمسح رجلي باليد المبللة ولا أغسلها أثناء الوضوء. أنا خائفة جدا، فعائلتي تصلي على نفس السجادة، وأنا خائفة أن أكون قد لوثت أيضا سجادة أقاربي عندما كنت أزورهم وأصلي عندهم، مع العلم أن هذا قد حصل قبل أكثر من سنة ولم أدرك إلا الآن أنني قد تسببت في ذلك. أنا خائفة جدا ومحبطة وقد أكون قد تسببت أيضا في تلوث مفتاح الضوء، مقبض الباب بيدي التي مسحت بها قدمي أثناء الوضوء. فما العمل؟ ضميري يؤنبني كثيرا ولا أدري ماذا أفعل وهل سيغفر الله لي. أفيدوني أفادكم الله.
كما تأتيني وساوس أخرى حول نجاسة جهاز التحكم، كمبيوتر،تيليفون.... إن كنت قد لوثتهم أيضا لهذا قمت بمسحهم مرة واحدة بخرقة مبللة، و أنا الآن أستعملهم و أحيانا تكون يدي مبللة. أنا محبطة وخائفة أن تكون النجاسة قد انتقلت إلى أفراد عائلتي وأماكن أخرى في المنزل خاصة أن أمي وأبي يصليان. جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فدعي عنك هذه الوساوس كلها ولا تلتفتي إلى شيء منها، وما دمت لا تتيقنين يقينا جازما من تنجس شيء ما من هذه الأشياء فالأصل الحكم بطهارته، ولا يحكم بتنجس شيء بمجرد الشك، فإذا حصل لك اليقين الجازم الذي تستطيعين أن تحلفي عليه أنه قد انتقلت النجاسة إلى مكان معين فهنا يلزم تطهيره إن أريدت الصلاة فيه، وانظري الفتوى رقم: 128341.

وليس من شك في أن كل ما تذكرينه إنما هو من تأثير الوسوسة عليك، فجاهدي نفسك في التخلص منها واستعيني بالله تعالى في مدافعتها حتى يمن عليك سبحانه بالعافية التامة من هذا الداء العضال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني