الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رضيت بخطيبها ورفضه أهلها بسبب فقره

السؤال

ماحكم رفض الخطيب الذي يتقدم ، وأنا أكون موافقة ولكن الرفض من جهة الأهل بسبب فقره؟؟
تقدم لخطبتي رجل أخلاقه جدا محترمة بعد علاقة كانت بيني وبينه تقدم لخطبتي وفرحت بتقدمه لي ولكن الصدمة كانت الرفض من أهلي بسبب وضعه المادي وبسبب أنه غير (بدوي) قبيلي ، وبعد رفضهم انتظر حتى سنتين ورجع يتقدم لي مرة أخرى بعد زيادة راتبه ، وسبب رفضهم أني جميلة ولا أستحق إلا رجلا جيبه مليان مثل ما أهلي يبغون أخبرتهم بموافقتي وبكيت ودخلت ناس في الموضوع كي يكونوا وسطاء خير ويقنعوهم ولكن انقلب الحال وأصبحوا ينصحونني بأنني سأتعذب من الفقر وأتعب مع أني أعيش في بيت شعبي ولكن بسبب زواج إحدى أخواتي من رجل أعمال ,, أخبرتهم عن أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام ولكن يقولون هذا قضاء وقدر وممكن ربنا ألهمنا أن نرفضه لأنه هو شر لك ,, آسفة على الإطالة ولكن أعيش في حالة نفسية صعبة جداااا أفتوني جزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فينبغي لولي الفتاة إذا تقدم إليها كفؤها أن يبادر بتزويجها عملاً بوصية النبي صلى الله عليه وسلم : "إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ " (رواه ابن ماجه و الترمذي)
و قد سبق أن بينا أن المعتبر في الكفاءة بين الزوجين هو الدين كما في الفتويين : 2346 ، 19166.

كما سبق أن بينا أنه لا مانع من مراعاة واعتبار أمور أخرى في الزوج مع الدين والخلق كالمال و الوضع الاجتماعي والثقافي ونحو ذلك ، وانظري الفتوى رقم : 26055.
لكن إذا رضيت الفتاة بمن تقدم إليها وكان كفؤا لها فلا حق لوليها في منعها من زواجه ويجوز لها في هذه الحال أن ترفع الأمر للقاضي الشرعي ليزوجها أو يأمر وليها بتزويجها، وانظري الفتوى رقم : 79908.

والذي ننصحك به أن تهوني على نفسك وتعلمي أن كل مقادير الخلائق مكتوبة قبل أن يخلق الله الخلق فما قضاه الله سيكون فهو سبحانه لا راد لقضائه ، وهوسبحانه أعلم بما فيه الخير للعبد ، قال تعالى : " وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " [البقرة : 216].

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني