الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الحلف بالطلاق على حلية شيء ما

السؤال

حدثت مشاجرة بسيطة بيني وبين زوجتي حول إن كان اللحم والدجاج الموجود في محال الطعام السريع حلالا أم لا، وذلك لإلحاح أطفالنا على الأكل في هذه المطاعم حيث نعيش في أستراليا، واتفقنا على سؤال دار الإفتاء في ذلك، وأثناء المشاجرة أخذت تلح علي في موضوع سرعة سؤال دار الإفتاء وتكرر الطلب في ذلك، وكان ذلك أثناء قيادتي للسيارة فقلت لها حلال ـ إن شاء الله ـ وفجأة صدر مني لفظ: علي الطلاق حلال ـ بدون قصد، وبدون أي نية للطلاق، علما بأن زوجتي عند تلفظي بهذه الجملة كانت حائضا، فما حكم الشرع في ذلك.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن حلفك بالطلاق على حل هذه المذكورات لا تخلو فيه من أحد أمرين:

1ـ أن تكون ساعة الحلف تعتقد كونها حلالا، ففي هذه الحالة اختلف أهل العلم، والراجح عندنا عدم لزوم الطلاق إن تبين خلاف ما حلفت عليه، وإن كان القول بلزوم الطلاق مذهب كثير من أهل العلم، وراجع الفتوى رقم: 55043.

2ـ أن تكون ساعة الحلف لا تعتقد حلية هذه المذكورات بأن كنت تشك في ذلك، أو تعتقد خلافه، فالراجح عند جمهور أهل العلم وقوع الطلاق ولو لم يقصده الحالف، وقد خالف شيخ الاسلام فرأى عدم وقوع الطلاق إن كان لم يقصد إلا اليمين، قال في مجموع الفتاوى: إذا حلف بالتزام يمين غموس مثل أن يقول الطلاق يلزمني ما فعلت كذا وإن فعلت كذا، فقيل تلزمه هذه اللوازم، والقول الثاني أن هذا كاليمين الغموس بالله هي من الكبائر ولا يلزمه ما التزمه من النذر والطلاق والحرام وهو أصح القولين، وعلى هذا القول فكل من لم يقصده لم يلزمه نذر ولا طلاق ولا عتاق ولا حرام سواء كانت اليمين منعقدة أو كانت غموسا أو كانت لغوا. اهـ

وراجع الفتوى رقم: 187087.

وما ذكرته من كون الزوجة ساعتئذ كانت حائضا لا تأثير له على احتمال وقوع الطلاق، كما في الحالة الأخيرة، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 8507.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني