السؤال
سؤالي هو: كيف يمكن أن يدخل العبد الجنة دون عذاب ولا حساب؟
1- إذا كانت حسناته أكثر من سيئاته فهنا ميزانه يدخله إلى الجنة مباشرة دون عذاب جهنم.
2-أم يطهر من سيئاته المتبقية حتى يدخل الجنة.
3- وإذا كانت سيئاته أكثر من حسناته وهو موحد يعذب في جهنم - والعياذ بالله - حتى يطهر من سيئاته ثم يدخله الجنة, أو بالأحرى كيف يدخل الإنسان إلى الجنة دون أن يعذب في جهنم؟
اللهم حرمنا على جهنم, واجعلنا وإياكم من أهل الجنة, وبارك الله فيكم, آمين.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قال جل في علاه: فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {المؤمنون:102}، وقال أيضا: فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ {القارعة:7،8}،
فهتان الآيتان - بل وغيرهما - تبينان أن من ثقل ميزانه، ورجحت حسناته على سيئاته فقد نجا وأفلح، يقول الحافظ ابن حجر في فتح الباري عند شرح حديث وقوف المؤمنين على القنطرة بعد مرورهم على الصراط وقبل دخولهم الجنة قال: فيمر الناس عليه أي: الصراط بحسب أعمالهم, فمنهم الناجي, وهو من زادت حسناته على سيئاته, أو استويا, أو تجاوز الله عنه.. اهـ.
وقد ثبت في السنة أنه لا يدخل الجنة أحد وعليه مظلمة لأحد, فلا بد من التنقية قبل دخولها، فجملة القول أن من رجحت حسناته عند الله تعالى, وأدى المظالم إلى أهلها ثبتت له الجنة دون عذاب.
أما من مات من العصاة موحدا وكانت سيئاته أربى من حسناته فهو في مشيئة الله تعالى إن شاء عفا عنه, وأدخله الجنة دون عقاب، وإن شاء طهره بالنار من سيئاته ثم أدخله الجنة، ولا يخلد العاصي في نار جهنم، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 166501 .
فعلى المؤمن بعد تحقيق الإيمان الصادق والتوحيد المحض أن يسعى في سبيل الخير، وأن يجهد في كل عمل يقربه من الله تعالى، ويحذر من كل عمل يبعده عنه، وعليه أن يتحرى في ذلك كله اتباع هدي محمد صلى الله عليه وسلم قدر المستطاع، وليسأل الله تعالى الإخلاص في القول والعمل، ويتهم نفسه دائمًا ويسمها بالتقصير حتى لا يتكل، وعليه أن يوازي بين الرجاء والرغبة في رحمة الله تعالى، والخوف والرهبة من عقابه، فإذا حقق هذا فهو - إن شاء الله - على الطريق المستقيم ويرجى له الخير.
هذا، ومن المؤمنين من يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب، كما جاء في النصوص, ولمعرفة صفات هؤلاء، انظر الفتوى رقم:98740 ورقم: 112245.
والله أعلم.