الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير: .. يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ...

السؤال

ما معنى الآية الكريمة: " قرآن يتلى آناء الليل وأطراف النهار" ما هو الوقت الذي يتلى فيه القرآن في الآية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن ما ذكر في السؤال ليس بآية من القرآن الكريم، ولعل السائلة الكريمة تقصد قول الله تعالى: " لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ {آل عمران:113}، أو تقصد قول الله تعالى " وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى {طه:130}، ومعنى الآية الأولى كما جاء في تفسير ابن كثير: "هذه الآيات نزلت فيمن آمن من أحبار أهل الكتاب، كعبد الله بن سلام, وأسد بن عبيد, وثعلبة بن سعية, وأسيد بن سعية, وغيرهم، أي: لا يستوي من تقدم ذكرهم بالذم من أهل الكتاب، وهؤلاء الذين أسلموا، ولهذا قال الله تعالى: لَيْسُواْ سَوَاء, أي: ليسوا كلهم على حد سواء، بل منهم المؤمن ومنهم المجرم، ولهذا قال تعالى: مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ, أي: قائمة بأمر الله مطيعة لشرعه، متبعة نبي الله، فهي قائمة يعني مستقيمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون, أي: يقومون بالليل ويكثرون التهجد، ويتلون القرآن في صلواتهم..", وآناء الليل: ساعاته من أوله، ووسطه، وآخره.

وأما الآية الثانية فمعناها كما جاء في تفسير السعدي: " أمر الله رسوله بالصبر على أذيتهم - الكفار - بالقول، وأمره أن يتعوض عن ذلك، ويستعين عليه بالتسبيح بحمد ربه، في هذه الأوقات الفاضلة، قبل طلوع الشمس وغروبها، وفي أطراف النهار، أوله وآخره، عموم بعد خصوص، وأوقات الليل وساعاته، لعلك إن فعلت ذلك ترضى بما يعطيك ربك من الثواب العاجل والآجل، وليطمئن قلبك، وتقر عينك.."
وإذا كان سبب نزول الآيتين ما ذكره المفسرون فإن معناهما عام في كل من اتصف بما جاء فيهما؛ لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، كما هو مقرر في علم الأصول.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني