السؤال
أردت الاستفسار عن كثرة سجود السهو؛ بحيث إني – تقريبًا - في كل صلاة أصليها بمفردي أسجد سجود سهو, وهو وسواس بلا شك، وليس سهوي بعدد الركعات أو ما شابه, وإنما سهوي ووسواسي الذي أعاني منه هو الشك، شك يتبعه وسوسة؛ بحيث إني إذا قرأت سورة الفاتحة أعيدها مرارًا وتكرارًا إلى أن يرتاح ضميري - وهذا يحدث عندما أصلي جماعةً أيضًا - وإذا كنت بالركعة الثانية تأتيني وساوس أنني لم أقرأ سورة الناس - مثلًا - بشكل صحيح فأسجد سجود السهو، وإذا كنت بالتشهد الأخير تأتيني أفكار بصحة صلاتي: هل قمت بالتسبيح في السجود؟ هل سجدت بشكل صحيح؟ هل .. وهل ... إلخ.
كثيرًا جدًّا ما أسجد للسهو، حتى في صلاة الجماعة إذا كنت متأخرًا عنها بركعة مثلًا, فتجدني أسجد سجود السهو في النهاية عندما أُكمل الركعة الأخيرة بمفردي, فلا أعرف هل أترك الوساوس هذه ولا أسجد سجود السهو، أم جائز لي أن أسجد بكل صلاة تأتيني فيها تلك الوساوس؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما الوساوس: فأعرض عنها, ولا تلتفت إلى شيء منها، ومهما وسوس لك الشيطان بأنك أخطأت في قراءة, أو تركت شيئًا من أفعال الصلاة, فلا تلتفت إلى هذا الوسواس, ولا تبالِ به، وانظر الفتوى رقم: 51601, وما دام الأمر - كما وصفت - من كونك موسوسًا فإنه لا يشرع لك السجود للسهو، بل تعرض عن الوساوس, وتخرج من صلاتك من غير سجود سهو؛ حتى يعافيك الله تعالى من هذا الداء، قال في مطالب أولي النهى: وَ(لَا) يُشْرَعُ سُجُودُ السَّهْوِ (إذَا كَثُرَ) الشَّكُّ، (حَتَّى صَارَ كَوِسْوَاسٍ، فَيَطْرَحُهُ وَكَذَا) لَوْ كَثُرَ الشَّكُّ (فِي وُضُوءٍ وَغُسْلٍ وَإِزَالَةِ نَجَاسَةٍ)، وَتَيَمُّمٍ، فَيَطْرَحُهُ؛ لِأَنَّهُ يَخْرُجُ بِهِ إلَى نَوْعٍ مِنْ الْمُكَابَرَةِ، فَيُفْضِي إلَى زِيَادَةٍ فِي الصَّلَاةِ مَعَ تَيَقُّنِ إتْمَامِهَا، فَوَجَبَ إطْرَاحُهُ، وَاللَّهْوُ عَنْهُ لِذَلِكَ. انتهى.
والله أعلم.