السؤال
قبل فترة قال زوجي لي: "إن رأى ذكر عورتك تحت النحر أو ما تحت السرة وفوق الركبة ستحرمين عليّ", وأنا الآن حامل, وأعيش في مجتمع أجنبي, فلو قام بتوليدي طبيب فهل سأحرم على زوجي؟ وهل حلفه يشمل زوجي؟ مع العلم أن نيته كانت على غير المحارم.
أجيبوني أرجوكم, فأنا خائفة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقول زوجك: " ستحرمين عليّ" يحتمل الوعد بالتحريم, ويحتمل تعليق التحريم على الأمر المذكور في السؤال، فإن قصد الوعد فلا يقع شيء بالحنث في يمينه، وإن قصد التعليق وقع ما قصده بالتحريم عند وقوع المعلق عليه، وانظري الفتوى رقم: 111259.
واعلمي أن تحريم الزوج لزوجته قد اختلف فيه أهل العلم، فذهب بعضهم إلى أنه يُحمل على الظهار، وبعضهم إلى أنه طلاق، وبعضهم إلى أنه يمين، وفرّق بعضهم بين ما إذا قصد الطلاق أو الظهار أو اليمين، وهو المفتى به عندنا, وانظري الفتوى رقم: 14259.
كما أن العبرة في تعيين ما علق عليه الزوج التحريم إلى نيته, أو سبب اليمين إذا لم تكن له نية، فالنية تخصص العام, وتقيد المطلق مما تلفظ به الحالف، وانظري الفتوى رقم: 35891.
وعليه؛ فلا بد من الرجوع إلى معرفة نية الزوج وقصده, وننبهك إلى أن المرأة لا يجوز أن يقوم بتوليدها طبيب ذكر لغير ضرورة, كما بيناه في الفتوى رقم: 20549.
والأصل أن المرأة لا يجوز لها أن تبدي شيئًا من جسدها لرجل أجنبي, ولا تبدي لمحارمها إلا ما يظهر غالبًا, كالرأس والذراعين والقدمين, وانظري الفتوى رقم: 599.
كما ننبه إلى أنّ الإقامة في بلاد الكفار تنطوي على كثير من المخاطر على الدين والأخلاق، فينبغي على المسلم أن يحرص على الإقامة في بلاد المسلمين ما وجد إلى ذلك سبيلًا، والله أعلم.