السؤال
أنا شاب عقدت على فتاة قبل أن أراها، وبعد أن تم العقد عليها نظرت إليها في وجود والدتي ووالدتها فانتابتني الكآبة والضيق, وشعرت أنها ليست المرأة التي ستسعدني, فقررت مفارقتها، ولم يكن جلوسي معها سوى بضع دقائق, وفي وجود والدتي ووالدتها معنا، وهذه الرؤية - كما أسلفت - كانت بعد العقد، وسؤالي: هل أفارقها بالطلاق أم بالفسخ؟ وماذا بخصوص المهر الذي أعطيتها إياه؟ هل تأخذه هي كاملًا أم تأخذ نصفه أم يعاد إليّ؟ كما أنه قد ذكر في العقد أن هناك مهرًا مؤجلًا يساوي قيمة المهر المقدم الذي دفع لها، فما حكم هذا المهر المؤجل؟ وهل عليّ دفعه أو شيء منه أم ماذا؟
أفيدوني مأجورين, جزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دمت ترغب في فراق زوجتك لمجرد نفورك منها, وليس لاطلاعك على عيب لم تكن علمته من العيوب التي تثبت حق الفسخ, والمبينة في الفتوى رقم: 53843.
فالسبيل لمفارقتها حينئذ هو الطلاق وليس الفسخ، وإذا طلقتها فلها نصف جميع المهر المسمى - عاجله وآجله - إلا أن يعفو أحدكما للآخر عن نصفه؛ لقوله تعالى: وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ. {البقرة: 237}, وراجع الفتوى رقم: 1955.
والله أعلم.