السؤال
كنت متعودًا على معصية, وعندما تزوجت حلفت بالطلاق على نفسي أني لن أعود لتلك المعصية، ومع مرور الوقت عدت لتلك المعصية, فما الحيلة في أمر الطلاق الذي حلفته وقطعته على نفسي؟ وهل زوجتي حرام عليّ أم حلال؟ وماذا أفعل لكي أكفر عن هذا الطلاق؟
ولا تنسوني من دعائكم لي, لعل الله عز وجل أن يتوب عليّ من المعاصي.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالجمهور على أن الحلف بالطلاق - سواء أريد به الطلاق, أو التهديد, أو المنع, أو الحث, أو التأكيد - يقع به الطلاق عند الحنث - وهو المفتى به عندنا - خلافًا لشيخ الإسلام ابن تيمية الذي يرى أنّ حكم الحلف بالطلاق الذي لا يقصد به تعليق الطلاق, وإنما يراد به التهديد, أو التأكيد على أمر حكم اليمين بالله، فإذا وقع الحنث لزم الحالف كفارة يمين, ولا يقع به طلاق، وانظر الفتوى رقم: 11592.
والراجح عندنا هو قول الجمهور؛ وعليه فما دمت قد فعلت ما حلفت على تركه فقد وقع الطلاق، فإن كنت لم تستكمل ثلاث طلقات فلك مراجعة زوجتك قبل انقضاء عدتها، ولمعرفة ما تحصل به الرجعة راجع الفتوى رقم: 30719.
وننصحك باجتناب الحلف بالطلاق, فإنه من أيمان الفساق, كما ننبهك إلى أن استعمال الأيمان لحمل النفس على الإقلاع عن المعاصي مسلك غير سديد، وانظر الفتوى رقم: 151459, ونسأل الله أن يتوب علينا وعليك ويعفو عنا وعنك.
والله أعلم.