السؤال
أنا عازب، وأبلغ من العمر 47 سنة؛ نعم لم أتزوج؛ لأني ليست لي رغبة في الزواج ولا أشتهي النساء. أقسم بالله أني لا أحس بأي رغبة حتى في أجمل النساء، لكن أمي ( رحمها الله) كانت تلح علي بالزواج ولم أفعل وماتت أمي، ربما بسببي. هل كنت عاقا لها لأني لم أتزوج؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن النكاح يختلف حكمه من شخص لآخر، وتجري عليه الأحكام التكليفية الخمسة، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 3011
ومن لا يشتهي النساء وكان قادرا على أهبة النكاح، فإن النكاح يكون له مباحا من حيث الأصل.
جاء في المنتهى وشرحه: (ويباح) النكاح (لمن لا شهوة له) أصلا كعنين، أو ذهبت شهوته لعارض كمرض وكبر؛ لأن المقصود من النكاح التحصين والولد وكثرة النسل، وهو غير موجود فيه، فلا ينصرف الخطاب به إليه إلا أن يكون مباحا في حقه كسائر المباحات لعدم منع الشرع منه، فتخليه لنوافل العبادة أفضل في حقه لمنع من يتزوجها من التحصين بغيره، وإضرارها بحبسها على نفسه، وتعريض نفسه لواجبات وحقوق لعله لا يقوم بها، ويشتغل عن العلم والعبادة بما لا فائدة له فيه. اهـ.
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى وجوب النكاح إذا أمر به أحد الوالدين.
جاء في الإقناع وشرحه: ( ومن أمره به والداه أو) أمره به (أحدهما قال أحمد أمرته أن يتزوج) لوجوب بر والديه. اهـ.
وانظر الفتويين: 41647 ، 188023.
وعليه فعليك بالاستغفار والتوبة إلى الله على كل حال ، وقد أمر الله بها جميع عباده المؤمنين فقال سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {النور:31}. وينبغي أن تبر والدتك، بأن تدعو لها، وتستغفر لها، وأن تتصدق عنها، إلى غير ذلك من وسائل بر الأم بعد موتها؛ وقد بيناها في الفتوى رقم: 10602.
والله أعلم.